تنقل أربعة من مخرجات "شاشات"، ثلاثة منهن من قطاع غزة وواحدة من الضفة الغربية قصص المرأة الفلسطينية وصوتها، إلى المحافل السينمائية الدولية من خلال أفلام تتسم بالحميمية والإبداع قمن بصناعتها. والأفلام الثلاث، جزء من مجموعة أفلام قامت مؤسسة "شاشات" بإنتاجها عام 2013، وأطلقت عليها اسم "مخلفات"، تم عرضها ضمن "مهرجان شاشات التاسع لسينما المرأة في فلسطين"، والذي حظي بتمويل رئيسي من الإتحاد الأوروبي، ودعم إضافي من مؤسسة "هنريش بول".
فيلم "منشر غسيلو" الذي يعرض حاليا في "مهرجان "مالمو" للسينما العربية" في السويد، تشاركت في إخراجه المخرجتان الغزاويتان، آلاء الدسوقي من خانيونس وأريج أبو عيد من النصيرات. وقد سردت المخرجتان "دسوقي وأبو عيد" بأسلوب ابداعي في عشرة دقائق هي مدة الفيلم، مشاهد ومقتطفات من صور ومصطلحات مستقاة من قاموس التحرش الجنسي الذي تتعرض له المرأة في الفضاء العام، مهما ارتدت من ملابس، ناهيكم عن تعرضها للانتهاك البصري الذي يعرّيها مهما غطت نفسها. والمغزى العميق الذي قصدته المخرجتان أن المرأة تتعرض للتحرش لا يتعلق بما ترتدي. ويجدر الإشارة أن "فيلم منشر غسيلو" وصل إلى نهائيات جائزة الجمهور في مسابقة "صنع في المتوسط" الذي نظمه برنامج اليورو متوسطي السمعي البصري الثالث.
وجدير بالذكر، أن المخرجتان قد تدربتا على الإخراج من خلال مؤسسة شاشات في 2011 و 2012، ضمن مشروع "أنا إمرأة" الممول من الإتحاد الأوروبي، حيث أخرجت دسوقي "ضجة!" في 2012 ، و"فلفل وسردين" في 2011 كإخراج مشترك. أما "أبو عيد" فأخرجت "انفصال" في 2011 ، و"كمكمة" كعمل مشترك في 2011.
أما المخرجة زينة رمضان من نابلس، فقد وجهت لها الدعوة لحضور "مهرجان دوبروفنيك السينمائي" في كرواتيا ما بين 16-19 تشرين الثاني لعرض فيلمها "هش!" وهو فيلم روائي تبلغ مدته 7:40 دقيقة. ويتميز الفيلم بنظرته العميقة وتسليطه الضوء على ما تعانيه الشابة "لمياء" التي تلاحقها انتقادات ومطالب المجتمع المحافظ لتكون "الفتاة المثالية" التي يريدون. بالنسبة لهم نجاح الفتاة في حياتها هو في الزواج، والإنجاب، والسكوت، فليس هنالك مصير أفضل من ذلك لأي فتاة، وأي خيار غيره سيجلب الفضيحة والعار. لذلك نشاهد في الفيلم التعليقات السلبية المستمرة الموجهة للفتاة، والتدخلات والحشرية المزعجة، بالإضافة إلى مواجهة مجتمع ذكوري يزيد من"الطين بلة" بالنسبة لفتاة لا تريد أكثر من غرفة صغيرة هادئة تجد فيها فسحة أمل لتفكر في أولوياتعا وخياراتها.
كما سيستضيف "مهرجان نابولي لحقوق الإنسان" في الفترة ما بين 20-25 تشرين الثاني المخرجة الغزاوية رهام الغزالي في عدة نشاطات، منها مشاركتها في ندوة عن "السينما وحقوق الإنسان" حيث ستعرض أيضاً عدد من صورها الفوتغرافية. أما فيلم "الغزالي" الآخر "أن جي/ كوز" الذي تبلغ مدته 6 دقائق، فسيدخل في المسابقة الرسمية.
ويعرض الفيلم قصة الشاب "حمزة" الشبيهة بقصص الكثير من الخريجين الشباب. "فحمزة" الذي تخرج من الجامعة والذي مضى على تخرجه خمس سنوات، لا زال يبحث عن وظيفة ثابتة تؤمن له حياة كريمة للمستقبل. كما يتعرض الفيلم إلى الاستغلال الذي يتعرض له الشباب في المؤسسات الأهلية التي عادة ما تكون أعمال مؤقتة وبأجر زهيد. كل هذا الصراع والمعاناة خلق "لحمزة" علاقة غريبة مع اجراءات التوظيف وأوراقه المطلوبة، بدءا بالسيرة الذاتية والشهادة الجامعية، وانتهاء بالسؤال الدائم المطروح حول ان كان قد وجد وظيفة. بحيث بات سؤال "لقيت شغل؟" يشكل هاجسا له بما يجعله يتخيل أن الجميع يطرح عليه ذات السؤال!