الرئيسية آخر الأخبار الرياضة فعاليات برامج الإذاعه عين الرابعة اتصل بنا لاعلاناتكم من نحن

عندما يصبح "فيسبوك" أكبر بنك مركزي في العالم!

2019-10-21 13:57:42 علوم وتكنولوجيا

الرابعة نيوز:   العالم يتطور بسرعة مذهلة في كل المجالات تقريبا، بما في ذلك المعاملات المالية. لكن النقود لم تتغير كثيرا، وذلك على الرغم من ظهور طرق تسوية المعاملات إليكترونيا في العقود الأخيرة. الآن، يدق التغيير باب العملات التي نتعامل بها منذ قرون. الحلم الكبير الذي يراود مارك زوكربيرغ، هو أن يتمكن من تحويل فيسبوك من مجرد منصة كوكبية للتواصل الاجتماعي، إلى أول بنك مركزي خاص في العالم، وأن تصبح العملة الجديدة التي يخطط لإصدراها مع شركاء آخرين، هي أقوى عملات التداول وأكثرها انتشارا. العملة الجديدة لن تكون تقليدية مثل الدولار واليورو والإسترليني واليوان، وإنما ستكون رقمية مشفرة. كذلك فإنها لن تكون عملة مضاربة أساسا مثل البيتكوين ولكنها ستكون إلكترونية مشفرة، تستخدم في تسوية مدفوعات المشتريات السلعية والخدمية أونلاين. العملة الجديدة أطق عليها مؤسسوها اسم "ليبرا” الذي يعني الميزان في اللغة اللاتينية. ويأمل المؤسسون إصدارها في حزيران/يونيو العام المقبل 2020. عملية إصدار "ليبرا” تجري حاليا في جنيف، لإضافة جناح جديد إلى الخدمات التي يحصل عليها مستخدمو فيسبوك وغيرهم، يساعدهم على تسوية مدفوعات التجارة العينية وخدمات السفر والتنقل، وحتى تكلفة الاستماع إلى الموسيقى، أو المشاركة في مشاهدة الحفلات الفنية الحية، على الهواء مباشرة، من أي مكان في العالم.


النظام النقدي العالمي القائم حاليا، يعمل تحت قيادة البنوك المركزية الرئيسية، مثل بنوك الاحتياطي الفدرالي في الولايات المتحدة، والبنوك المركزية في بلدان مثل الصين وبريطانيا أو البنك المركزي الأوروبي، إضافة إلى بنك التسويات الدولية في سويسرا وصندوق النقد الدولي في واشنطن. في ظل هذا النظام تتم تسوية المعاملات، باستخدام عملات تصدرها سلطة سيادية، تتولى وضع ضوابط تحدد قيمة العملة، والعائد عليها وتكلفة الاقتراض بها. وساعد تطبيق هذه الضوابط على مر التاريخ، على خلق مستويات من الثقة والمصداقية لكل عملة من العملات، تختلف من عملة إلى أخرى. وهذا الاختلاف يؤثر في درجة قبول العملة والطلب عليها، ومن ثم في قيمتها التبادلية. فهناك عملات قابلة للتحويل مع عملات أخرى، وأخرى غير قابلة للتحويل. كذلك فإن هناك عملات ذات مصداقية تتمتع بدرجة عالية من الثقة، مثل الدولار الأمريكي، وأخرى محلية لا يثق أحد في قيمتها خارج حدودها.


في سياق عملية التغيير الجديدة، التي تحركها تكنولوجيا لم تكن موجودة من قبل، تقود مؤسسة فيسبوك وشركاؤها عملية وضع وإرساء دعائم البنية الأساسية الضرورية لإصدار ليبرا. وقد جاء في الإعلان التأسيسي للعملة الجديدة، أن فيسبوك كانت تستهدف ارتفاع عدد المؤسسين إلى 100 في نهاية العام الحالي. لكن العملية اصطدمت بعقبات كثيرة وقوية، أدت لانسحاب عدد من المؤسسين الرئيسيين منهم مؤسسات الدفع الإلكتروني "ماستركارد” و”فيزا” العالمية و”إي باي” ومؤسسات حجز السفريات والفنادق "كاياك” و”بوكينغ”. وقد أدت هذه الانسحابات إلى انخفاض عدد المؤسسين إلى 21 فقط، من أهمهم شركة فودافون العالمية للاتصالات، وشركة أوبر للتكنولوجيا، ومؤسسة ليفت العالمية، ومؤسسة باي يو الهولندية للمدفوعات الإلكترونية، إضافة إلى فيسبوك.


انسحاب فيزا وماستركارد وغيرهما، يعكس القلق الذي عبر عنه محافظو البنوك المركزية الرئيسية في العالم، وتأثير ما يمكن وصفه بتهديدات سياسية، ضد العملة الجديدة. الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال في مؤتمر لقيادات منصات التواصل الاجتماعي هذا العام، إنه يعارض وجود العملات المشفرة أو الرقمية مثل بيتكوين أو ليبرا، لأنها يمكن أن تستخدم في تمويل تجارة المخدرات وغسيل الأموال وكافة أشكال التجارة غير المشروعة. وأعلن أنه إذا كانت فيسبوك لديها خطط لإصدار عملة رقمية، فإنها يجب أن تتقدم إلى السلطات النقدية الأمريكية، لطلب ترخيص يسمح لها بإنشاء بنك قبل أن تبدأ مشروعها. هذا يعني عمليا اخضاع العملة الجديدة لرقابة مجلس الاحتياطي الفدرالي الأمريكي.


مؤسسات النظام النقدي الدولي، من الولايات المتحدة إلى أوروبا والصين، عبرت أيضا عن قلقها من العملة المقترحة، على أساس مخاوف تتلخص في أن ليبرا ستتسبب في إضعاف النظام النقدي العالمي، وتؤدي إلى عدم استقراره، وتتجاهل قواعد الشفافية في المعاملات، ولن تحترم خصوصية وسرية حسابات المتعاملين، كما أنها ستفتح أبوابا واسعة لتمويل التجارة غير المشروعة. مارك كارني محافظ بنك إنكلترا، على سبيل المثال، حذر من خطورة الطريقة المقترحة لإصدار ليبرا، وقال إن العملة الجديدة يجب أن تخضع لجهاز تنظيمي وإشرافي مستقل، لا يكون مملوكا لمؤسسة فيسبوك أو غيرها من المؤسسات أو شركات التكنولوجيا المشاركة في الإصدار.