الرابعة نيوز: تطلق مجموعة "آبل" الثلاثاء هواتف "آي فون 12" المنتظرة، أول أجهزتها الذكية المجهزة بتقنية الجيل الخامس من الاتصالات، في خطوة تأخرت أكثر من عام مقارنة مع منافستيها الرئيسيتين "سامسونغ" و"هواوي".
ويأتي هذا الإطلاق في وقت بدأ الجيل الجديد من الاتصالات ينتشر على نطاق أوسع، رغم عدم إدخاله أي تغييرات كبيرة في الاستخدامات اليومية لدى المستهلكين أو الشركات.
ويشير المحلل في مجموعة "فيوتشرسورس كونسلتينغ" الاستشارية ستيفن ميرس إلى أن الشركة الأميركية العملاقة حافظت على أسلوبها المعتاد القائم على "التأني" في العمل و"اتخاذ خطوات لتحقيق القيادة في السوق بدل اللحاق بالركب".
وقد أعلنت "آبل" عن حدثها التسويقي معتمدة شعارا مقتضبا هو "هاي، سبيد" (مرحبا بالسرعة)، الذي يشير على ما يبدو إلى السرعة الكبيرة التي توفرها تقنية الجيل الخامس من الاتصالات.
وفي المناطق المشمولة بالتغطية، يلاحظ المستخدمون الفرق في سرعة تحميل المضامين مع التقنية الجديدة. وعلى المدى الطويل، ستكون للبنى التحتية الجديدة في مجال الاتصالات استخدامات في مجالات مختلفة تشكل المركبات الذاتية القيادة وتقنية الواقع المعزز والخدمات الصحية الذكية.
ويوضح ميرس "في العام الماضي، لم يكن هناك من حالة استخدام أو انتشار للشبكة"، مضيفا "الوضع لم يتغير كثيرا في 2020، غير أن +آبل+ لا ترغب في أن تتأخر جيلين على صعيد أجهزة الجيل الخامس".
وقد انتشرت هوائيات الإرسال الخاصة بتقنية الجيل الخامس على نطاق واسع في بعض مناطق آسيا. وباتت التقنية تغطي كبرى المدن الصينية كما أن 90 % من سكان كوريا الجنوبية يعيشون في مناطق مغطاة بالخدمة، وفق "فيوتشرسورس".
وتتوقع المجموعة المتخصصة في الخدمات الاستشارية أن ترتفع مبيعات الهواتف الذكية المجهزة تقنية الجيل الخامس، من 145 مليون جهاز في 2020 إلى 303 ملايين في 2021، و515 مليونا في 2022.
ويؤكد أفي غرينغارت من "تكنزبوتنشل" أن المجموعة الأميركية العملاقة "بحاجة حتما إلى الجيل الخامس حاليا. ليس من أجل الولايات المتحدة بل الصين حيث باتت هذه التقنية عاملا حاسما في قرار الشراء". وفي العام المقبل، سيكون أكثر من نصف الأجهزة المباعة في الصين مجهزا هذه التقنية.
ويقول ميرس "في أميركا الشمالية، لا تزال البنى التحتية الخاصة بهذه التقنية متأخرة مقارنة مع الأسواق الآسيوية، لكن من المتوقع أن تزيد نسبة اختراق هواتف الجيل الخامس للسوق بصورة كبيرة في 2021 لتصل إلى 70 %، في مقابل 37 % في 2020".
وقد أخّرت التوترات التجارية بين واشنطن وبكين نشر هذه التقنية في الغرب، بعد القيود التي فرضتها الولايات المتحدة على التعامل مع "هواوي"، المجموعة الصينية العملاقة الرائدة في مجال البنى التحتية الخاصة بالجيل الخامس.
إلى ذلك، تحتاج مجموعات الاتصالات الأميركية التي استثمرت مبالغ طائلة في هذا المجال، إلى منتجات من شأنها تبرير هذا الكمّ من النفقات.
ويقول باتريك مورهيد من "مور إينسايتس أند ستراتيجي" إن مشغلي الاتصالات "ينظرون هواتف آي فون بتقنية الجيل الخامس لتفعيل نشاطها في الولايات المتحدة".
وقد أطلقت الكورية الجنوبية "سامسونغ" والصينية "هواوي"، أكبر شركتين على صعيد مبيعات الهواتف الذكية في العالم، أولى طرازاتهما من الأجهزة العاملة بالجيل الخامس في ربيع وصيف 2019.
كذلك كشفت "غوغل" أخيرا عن طرازين جديدين من هواتفها "بيكسل" يعملان أيضا بهذه التقنية.
وبالاستناد إلى الشائعات وتسريبات الخبراء، قد تقدم "آبل" الثلاثاء أربعة طرازات من هاتف "آي فون 12"، كلها مزودة تقنية الجيل الخامس، بأسعار أساسية تراوح بين 700 دولار و1100.
ويلفت المحلل دان أيفز من "ويدبوش سيكيوريتيز" إلى أن "آبل ومزوديها الآسيويين يستبقون تنامي الطلب على الهواتف بحجم شاشة 6,7 بوصة".
ويقول إن الحدث المرتقب سيكون "إطلاق العقد" بالنسبة لهواتف "آي فون".
وتشير التقديرات إلى أن "آبل" قد تبيع أكثر من 75 مليون جهاز. ويرى المحلل أن أكثر من ثلث هواتف "آي فون" الـ950 مليونا المستخدمة حاليا في العالم، أي 350 مليون جهاز، قد يبدّلها أصحابها بطرازات أحدث في الأشهر المقبلة.
ويوضح أيفز أن "الصين تبقى المكوّن الرئيسي لنجاح آبل"، لأن "20 % من عمليات تبديل الأجهزة ستحصل في هذه المنطقة العام المقبل".
وسجلت سوق الهواتف الذكية العالمية "انهيارا" في الربع الثاني هذا العام، وفق شركة "كاناليس"، إذ تراجعت المبيعات بنسبة 14 % إلى 285 مليون جهاز، بعد تراجع أيضا في الربع الأول.
وقد واجهت "آبل" تأخيرا في الإنتاج خلال جائحة كوفيد-19 التي تسببت باضطرابات في شبكات التموين لدى شركات كثيرة. غير أن مبيعاتها واصلت النمو في مقابل تراجع تلك المسجلة لدى منافستيها الرئيسيتين.
كذلك عزّزت "آبل" خدماتها لزيادة جاذبية منتجاتها (هواتف وألواح إلكترونية وأجهزة كمبيوتر وساعات ذكية وسماعات)، مع منظومة منصات تتيح متابعة الأخبار وتخزين البيانات والترفيه.
وهي أطلقت الشهر الماضي اشتراك "آبل وان" الجديد لخدمات البث التدفقي والموسيقى وألعاب الفيديو وخدمتها للحوسبة المعلوماتية (كلاود).