الرابعة نيوز - خاص : وكم من عين ترحل إلى المسجد النبوي بشوقها دون أن تصل مناها، وكم من قلب تتقلب مواجعه شوقاً وولعا لرؤية خاتم الأنبياء، وكم من روح كانت وما زالت تسري في بحر الاشتياق حتى تتعانق والحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم؛ هناك في الروضة الشريفة بالمدينة المنورة، شعلة انتشار الاسلام، الذي انتشر في كلّ مكان حتى أصبح يأتيه الناس من كلّ فج عميق، أملاً ورجاء بعودتهم كما ولدتهم أمهاتهم دون ذنب يذكر.
في محيط الروضة الشريفة، يتزاحم الناس بألوانهم وأجناسهم المختلفة، شغفاً لرؤية الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ولتنفس قدسية المكان، ذلك المكان الذي ترفرف روح النبي فيه، والتي يدعونها وصاحبها أن تستغفر لهم الله، والتوبة عليهم، وادخالهم روضة السماء كما حقّ لهم دخول روضة الله في بيت نبيه التي أخبر عنها رسوله بأنها جنة من جنان الخالق.
آلاف، بل مئات الآلاف، ولك أن تقول بالملايين، يتدافعون بالتكبير والتهليل حتى يصلوا الروضة الشريفة، ويمتثلوا أمام قبر الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبيه أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب.
هناك، أمام الروضة الشريفة، وأمام حضرة الرسول صلى الله عليه وسلم، تبكي الأعين دون توقف، تنتفض الأبدان دون شعور منها، ترفرف الأرواح فرحاً وخشوعاً، ثم يدخل صاحبها ورغم كلّ تلك الأعداد المهيبة في حوار خاص مع الله وحبيبه، لا يعلم فحواه أحد إلا الأحد الفرد الصمد.
في الروضة الشريفة؛ قلوب ترجو النقاء مع كلّ نقائها، والرحمة من كلّ زلاتها، ثم ترحل وهي عازفة عن الرحيل كرضيع يشدّ عن صدر أمه، حتى تتاح الفرصة لغيرهم من الأحبة ثم الانتقال لأقدس الأماكن وأكثرها طهراً "مكة المكرمة".
موفد الرابعة عادل اغريب يأخذنا بجولة ميدانية فئ الروضة الشريفة.
اعداد طه أبو حسين
