الرابعة نيوز: يشهد الداخل الفلسطيني اليوم اضرابا عاما احتجاجا على استشهاد سامي خالد الجعار وسامي إبراهيم زيادنه بنيران الشرطة الإسرائيلية. 

والتزمت كافة المؤسسات الرسمية بالإضراب العام، الذي شمل أيضا المؤسسات التربوية، علما أنّ وزارة المعارف الإسرائيلية تُلزم المعلمين بالحضور إلى المدارس، وتهددهم بالعقاب فيما إذا تأخروا عن الحضور.

وعمّ الاضراب كافة المناطق، حيث سينتهي مساء اليوم بمسيرة سيتم تنظيمها في مدينة رهط، تخرج من منزل الشهيد سامي الزيادنة في حي رقم 5 إلى منزل الشهيد سامي الجعار في حي رقم 25.

وقد وصل إلى مركز مخفر رهط الليلة الماضية العشرات من الشبان الملثمين، حيث ألقوا الحجارة باتجاه أفراد الشرطة. وقالت الشرطة إنّ خمسة من رجالها أصيبوا بجروح طفيفة وتم اسعافهم في المكان.

واعتقلت الشرطة ستة من الملثمين. وتم اضرام اطارات السيارات وتهشيم واجهة بنك "هبوعليم" في المدينة وتخريب بعض الممتلكات، الأمر الذي أدى إلى استنكار في صفوف المواطنين، حيث الممتلكات العامة تخدم بالأساس سكان المدينة وضواحيها.

من جانبه، توقّع قائد شرطة النقب البريغادير أمنون ألكلاعي إجراء المزيد من الاعتقالات. 

وتظاهر العشرات من المواطنين العرب مساء أمس في كل من حيفا والناصرة وأم الفحم وباقة الغربية وسخنين ومجد الكروم احتجاجا على تعامل الشرطة العنيف مع سكان رهط.

النائب أبو عرار لرجال الشرطة والجيش العرب: "اخلعوا بزاتكم"

في جلسة لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في البلاد، التي عقدت يوم امس الاثنين في مدينة رهط، ناشد النائب طلب أبو عرار، كل من يخدم من العرب في السلك الأمني والجيش الاسرائيلي بخلع بزاتهم، وترك الخدمة في هذه المؤسسات، وان يشجعوا الآخرين "على عدم العمل في مثل هذه المؤسسات". 

كما ناشد الجميع بالمشاركة وبقوة في الفعاليات النضالية ضد الجرائم التي ترتكب ضد العرب. 

وجاءت هذه التصريحات للنائب طلب أبو عرار إثر استشهاد شخصين من مدينة رهط خلال أربعة ايام على يد رجال الشرطة الاسرائيلية، وفي ظل هدم البيوت العربية، والتنكر، وجحد الحقوق العربية على يد الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة.

وتجدر الاشارة الى ان تصريحات مشابهة صدرت في الماضي من النائب طلب ابو عرار في نفس الموضوع.

نحو 15 ألفا يشيعون الشهيد سامي الزيادنة

وقد شيعت جماهير غفيرة من رهط مساء الاثنين جثمان الشهيد سامي إبراهيم الزيادنة من مدينة رهط الذي استشهد أمس الأول خلال اقتحام الشرطة الإسرائيلية لموكب الشهيد سامي الجعار مما ادى الى اصابة العشرات اثر استنشاقهم للغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي.

وانطلق الموكب الجنائزي المهيب بمشاركة نحو 15 ألفا من بيت الشهيد إلى مقبرة عائلة الزيادنة في مسيرة غاضبة تقدمتها قيادة لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الداخل الفلسطيني. وردد المشيعون هتافات نددت بمقتل الشهيد فيما رفعت الرايات والاعلام السوداء وأعلام فلسطين.

وعند وصول الموكب الجنائزي المهيب للمقبرة تقدم الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الاسلامية (الجناح الشمالي) وأمّ المشيعين في صلاة الجنازة على الشهيد وبعد الدفن ألقى موعظة مؤثرة امام الحشود قال فيها: "نعترف أن لنا مشاعر وأحاسيس وعاطفة وكلنا محزونون لفراق الشهيد سامي الزيادنه، لكن في نفس الوقت نهنئه بكلمة واضحة ونقول: هنيئا لك يا شهيد أن اكرمك في منزلة الشهداء ونتذكر ونحن نقف أمام قبرك قول الله تعالى ((ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون))".

وأضاف: "كلنا الشهيد سامي الزيادنة وصوتنا أقوى من صوت القنابل والرصاص والطائرات ونقولها بصوت مدوٍ، إنّ قطرة دم منك تساوي كل الظالمين وسنحفظ لك الوفاء".

وخاطب الشهيد بكلمات مؤثرة قال فيها: "ايها الشهيد سامي انت شهيد كل فلسطيني وعربي ومسلم، أنت أخ لنا وأخ لكل واحد من الجليل والمثلث والنقب والمدن الساحلية والقدس والضفة وغزة، انت اخ لكل لاجئ فلسطيني، ايها الشهيد ان دماؤك اختلطت بدماء شهداء يوم الارض وهبة القدس والرباط في الاقصى واعتبر الشيخ صلاح ان الحشود الغفيرة التي شاركت في الجنازة أكدت على قوة الوحدة التي تجمع بين حاضر ومستقبل ومصير الكل الفلسطيني، مصيفا: "ستتحطم مخططات ليبرمان والمؤسسة الاسرائيلية واحلامهم". 

واستطرد يقول: "أقول إلى كل الذين تآمروا علينا ليحولوا جنازة الشهيد سامي الجعار إلى معركة وامطرونا بالقنابل والرصاص ان مؤامراتكم تحت اقدامنا ولا نخاف رصاصكم ولا طائراتكم، ونحن هنا باقون في النقب واتمنى من الله سبحانه وتعالى ان يجمعنا واياك مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين".