الرئيسية آخر الأخبار الأسرى الرياضة فعاليات برامج الإذاعه عين الرابعة اتصل بنا لاعلاناتكم من نحن

كاريكاتير "سباعنه".. والجدل المتصاعد!

2015-02-03 16:27:58 آخر الأخبار

الرابعة نيوز: مثل كُرة ملتهبة لا تزال ردود الفعل تتدحرج في أعقاب نشر جريدة "الحياة الجديدة" كاريكاتيراً لمحمد سباعنة، رآى فيه البعض تجسيداً مرفوضاً للرسول محمد "عليه السلام"، فيما اعتبره آخرون محاولة للدفاع عن النبي الكريم ورسالته، في الوقت الذي ذهب فيه رأي ثالث الى اعتباره حرية للرأي بمعزل عن المضمون وسط موقف سياسي حاول انهاء هذا الجدل.

سباعنة: هذا قصدي..

وقد دافع محمد سباعنه عن موقفه مؤكداً  "كل ما قصدته هو الدفاع عن الرسول والاسلام، لكن هناك من فسّر الكاريكاتير بطريقة خاطئة، كما ان هناك من وظّف هذا التفسير لشن حملة ضدي".

ويستعد محمد، الذي يحمل -كملايين المسلمين- اسم النبي العربي، لنشر توضيح لجمهوره عبر صحفية الحياة الجديدة التي نشرت اعتذاراً للقراء، على صفحتها الاولى، اسفل قرار رئاسي باجراء تحقيق فيما جرى.

وقال سباعنه، "أدرك انه لا يجب على رسام كاريكتير تفسير ابداعه لكن في ظل حملة التشويه والهجوم وتصويري كأنني اسأت للرسول الكريم فانني مضطر للتوضيح والتأكيد على ان هدفي الاول والاخير هو الدفاع عن الرسول والاسلام وليس العكس".

ماذا جاء بالكاريكاتير؟

ويتضمن كاريكاتير سباعنه رسماً لرجل -باللون الاسود- يقف على الكرة الأرضية يحمل حقيبة على شكل قلب وخلفه هالة من نور كما انه ينثر بيديه النور على الارض، وكتب في زاوية باعلى الكاريكاتير "سيدنا محمد" بالعربية والانجليزية. ويوضح سباعنه ان جملة "سيدنا محمد" جاءت كعنوان للكاريكاتير وليس للدلاله على هوية الشخص في الرسم، وكُتِبت بالانجليزية -ايضا- لان الرسم موجه كرسالة للعالم دفاعا عن النبي.

وحسب سباعنه فان "الرجل في الكاريكاتير يعبّر عن المسلم/المسلمين من اتباع سيدنا محمد، اما النور المحيط فهوه نور الرسول، واما الخير الذي ينثره على الارض فهو الاسلام.. واما رسم الرجل باللون الاسود فذلك جاء ليعكس حملة الاساءة للاسلام والرسول صلى الله عليه وسلم " .

واشار سباعنه الى ان رسالته من الكاريكتير جاءت "للرد على موجة اجتاحت العديد من صحف العالم للاساءة للاسلام بعد الهجوم الذي تعرض له مقر صحيفة "شارلي ابدو" الفرنسية".

وتابع "كنت احاول الرد على هجمة عالمية، فقد اصبح رسم سيدنا محمد والاساءة اليه الطريق لاثبات البطولة والجرأة والتأكيد على حرية التعبير في نظرهم".

المفتي: تجسيد الانبياء لا يجوز..

في المقابل، اكد مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين  عدم جواز نشر اي رسم او تمثيل او تجسيد لأي نبي من الانبياء حتى لو بحسن نية او بقصد الدفاع عنه.

واشار الشيخ محمد حسين الى ان الكاريكاتير، مثار الجدل، واضح الدلالة حيث ان الاسم في اعلى الكاريكاتير يحمل اسم "سيدنا محمد" بما يشير الى انه هو المقصود بالرسم.

واضاف المفتي انه كان على تواصل مع ادارة الحياة وابدى تحفظه على الكاريكاتير، مشيدا بتجاوب الصحيفة واستجابتها واعتذارها للقرّاء.

"الحياة" تعتذر!

وقد نشرت الحياة "اعتذارا" قالت فيه انها "تنفي بشكل قاطع أي شبهة او تفسير تحاول التقريب بين الرسم المنشور(يوم الاحد) وتجسيد صور الانبياء والرسل".

واضافت الصحيفة انه "وتأكيداً على دورها المهني، فقد تم تشكيل لجنة للتحقق من الرسم المنشور الذي وقع في شبهة التفسير علماً أن مقاصده لحظة النشر، كانت تهدف إلى الدفاع عن الأديان ورسالة المحبة والسلام".

الرئاسة تأمر بالتحقيق

وامرت الرئاسة، مساء الاثنين، "بإجراء تحقيق فوري في نشر رسم كاريكاتيري عن النبي محمد عليه الصلاة والسلام، في صحيفة الحياة الجديدة" مؤكدة ضرور "اتخاذ إجراءات رادعة بحق المتسبب بهذا الخطأ الفادح".

واستجابة لذلك قالت الحياة انها "أجرت تحقيقا داخليا في موضوع الرسم الكاريكاتيري، ورفعت نتائجه إلى الجهات التي كلفها السيد الرئيس لمتابعة الموضوع".

واضافت الصحيفة انه "وإلى حين استكمال الإجراءات الخاصة بالتحقيق قرر مجلس إدارة الحياة الجديدة إيقاف المسؤولين عن هذا العمل مؤقتا عن ممارسة عملهم".

لكن سباعنه، الذي لا يبدو عابئاً بالاجراءات الرسمية، يرى انه لو كان هناك خطأ شرعي فيما حصل فان المطلوب من الانسان "هو الاستغفار وليس الاعتذار" مشددا على ان فهم رسالته هو الخطأ وليس الكاريكاتير بحد ذاته، ولذلك فان الامر يقتضي التوضيح.

تعددت الاراء..

من جهته، كتب الصحفي خلدون البرغوثي عبر صفحته على فيسبوك معلّقا على ما حدث ان "سباعنة أحسن النية وأخطأ التعبير". وقال البرغوثي انه "فوجىء كما الكثيرين بالكاريكاتير مثير الجدل، وفهمته كما فهمه البعض، كاريكاتير يهدف الى اظهار الإسلام كدين محبة، لا كما يتم يجري تشويهه من خلال أفعال بعض من ينتمون إليه ويضربون بسيف يدعون أنه سيفه."

وأضاف البرغوثي "لكن الرسم نفسه حمل عدة تفسيرات، فاحتاج الأمر من الزميل سباعنة توضيح قصده منه، وقد تكون هذه زلة زميلنا، اي رسمه كاريكاتيرا له عدة أوجه أحدها تجسيد الرسول صلى الله عليه وسلم، ما اضطره لتفسير ذلك بنفي فكرة التجسيد".

أما الصحفي معاذ حامد فقال "قد تكون ريشته (سباعنه) قد جانبت الصواب في الرسم الأخير_التعليق المرفق أعلى الصورة_ لكن ليس من المقبول إطلاقا أن يُقمع أو يُخوَّن أو حتى يتحول لكبش فداء للصحيفة التي نشرت الرسم".

من جانبه، الكاتب الصحفي خليل شاهين وجّه عبر صفحته على فيسبوك رسالة الى محمد سباعنة دعاه فيها الى عدم السعي لتفسير او تبرير ما فعل، وقال"لقد أطلقت رصاصتك.. دعهم يفسرون كما يريدون، وإن اختلفوا، فهذا في النهاية أحد مرامي المثقفين والفنانين: إثارة الجدل وتحفيز التفكير".

واضاف شاهين موجهاً كلامه لسباعنه "دعهم ينشغلون في التفسير والتأويل والتحقيق، أما أنت فانشغل في إنجاز لوحتك القادمة بفكرة كما الرصاصة. هكذا فعل ناجي العلي.. وقدم حياته دفاعا عن أفكاره دون أن يصدر ملحقا توضيحيا لأي منها".