الرئيسية آخر الأخبار الأسرى الرياضة فعاليات برامج الإذاعه عين الرابعة اتصل بنا لاعلاناتكم من نحن

كيف تستخدم إسرائيل طيرانها المدني للتجسس؟

2015-02-25 14:10:50 آخر الأخبار

الرابعة نيوز: كشفت وثائق مسربة حصلت عليها قناة "الجزيرة" القطرية أن جنوب أفريقيا تحدت الموساد بشأن عمليات أمنية سرية يزعم أنها تجري تحت غطاء شركة الطيران الإسرائيلية "العال".
وتؤكد البرقيات أن أجهزة مخابرات جنوب أفريقيا تدعم مزاعم بأن "إسرائيل تستخدم شركة طيرانها الوطنية العال كغطاء لنشاطات أجهزتها الاستخباراتية".
 
وتدعم الوثائق المسربة من جهاز المخابرات الجنوب أفريقي ما جاء في برنامج تلفزيوني في جنوب أفريقيا عام ٢٠٠٩ لموظف سابق في شركة الطيران الإسرائيلية العال تحول إلى ناشط.
 
وتنفي الرواية الرسمية الإسرائيلية مزاعم الناشط، والتي نتج عنها اجتماع طارئ لكبار المسؤولين من الجانبين بالإضافة إلى مذكرة تحقيق منفصلة قام بها جهاز المخابرات الكندي.
 
موظفون متنكرون
وبرزت الادعاءات بادئ ذي بدء في عام ٢٠٠٩ حينما ظهر موظف شركة العال مواطن جنوب أفريقيا جوناثان غارب في برنامج "البطاقة البيضاء" التلفزيوني وادعى أن العال متورطة في سلوك غير قانوني في مطار جوهانزبيرغ الدولي.
 
وادعى غارب بأنه جند من قبل جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي الشين بيت بينما كان يعمل في الشركة، وادعى أن المنظمة تقوم بعمليات أمنية في المطار ثبت أنها غير قانونية بموجب قانون جنوب أفريقيا.
 
تقول الوثيقة المسربة من وكالة الاستخبارات الوطنية في جنوب أفريقيا، والتي أدمجت فيما بعد في جهاز أمن الدولة، بأن عملاء المخابرات الإسرائيلية يتظاهرون بأنهم موظفون في شركة العال.
 
وقال العنصر الذي دون الوثيقة: كانوا يحملون الأسلحة النارية وكانوا حسبما يقولون يتمتعون بحصانة دبلوماسية، فيما لو اضطروا إلى اللجوء إليها. كما أنهم حظوا برفع الحظر عن تحركاتهم في كل أرجاء المطار (..) وهذا منحهم القدرة على جمع المعلومات فيما يتعلق بالطائرات القادمة والمغادرة من وإلى جنوب أفريقيا".
 
وكشف غارب النقاب عن أن حراس الأمن في شركة العال الذين جندهم جهاز الشين بيت كان يطلب منهم تصنيف المسافرين "عرقياً ودينيا".
 
وجاء في البرنامج أن الجواسيس يقومون سراً بتفتيش متعلقات المسافرين الذين يعتبرونهم مشبوهين، وذلك في انتهاك صارخ لقانون جنوب أفريقيا الذي يخول بذلك فقط الشرطة والقوات المسلحة والأشخاص المستأجرين من قبل وزرارة النقل للقيام بمثل هذا التفتيش.
 
كما يهرب موظفو العال السلاح المرخص به من قبل السفارة الإسرائيلية المحلية لكي يستخدم من قبل الجواسيس، بحسب ما قيل في البرنامج التلفزيوني.
 
نفي المسؤولون الإسرائيليون ذلك على الملاء في حينها. ولكن ما أن انتهى بث البرنامج على الهواء حتى رحلت جنوب أفريقيا أحد مسؤولي شركة العال.
 
النشاط الإسرائيلي الخفي
كما نجم عن مزاعم غارب عقد اجتماع طارئ بين عملاء المخابرات والدبلوماسيين من إسرائيل ومن جنوب أفريقيا بحضور مدراء شركة العال ومدراء المطار وذلك في الثالث والعشرين من نوفمبر/تشرين الثاني ٢٠٠٩، كما ورد في الوثيقة المسربة.
 
وبادرت دائرة العلاقات والتعاون الدولي إلى سحب الاعتماد الدبلوماسي من الاجتماع، حسب ما جاء في الوثيقة، ورفضت الاستجابة لمطالب الوفد الإسرائيلي بإعادته، وبدل من ذلك أخبرت الدائرة الإسرائيليين إن عليهم أن يتبعوا الإجراءات المعتادة لاستصدار تصاريح عمل ورخص أسلحة.
 
كما أشعلت الحادثة جدلاً داخلياً بين أجهزة الاستخبارات في جنوب أفريقيا، ونجم عن ذلك أن كتب جهاز أمن الدولة قائلاً إنه "يشعر بالقلق الشديد" لأنهم لم يبلغوا بالاجتماع مع المسؤولين الإسرائيليين، لا من قبل جهاز الأمن في جنوب أفريقيا ولا من قبل وزارة الخارجية.
 
بعد عامين، أي في ٢٠١١، خلصت أجهزة الأمن والمخابرات في جنوب أفريقيا إلى أن المخابرات الإسرائيلية كان بإمكانها استخدام شركة العال للدخول خلسة إلى البلاد دون أن يكتشفوا ذلك.
 
وذكرت وثيقة بهذا الصدد "هناك إمكانية لأن يدخل ضابط مخابرات إسرائيلي إلى جنوب أفريقيا تحت غطاء العمل في شركة العال، وأن يمر عبر كافة نقاط التفتيش في المطار بإشهار أي نوع من الوثائق" وأضافت إن موظفاً واحداً في العال على الأقل تم التأكد من أنه يعمل مع الموساد كناقل للمعلومات.
 
كما تكشف برقيات التجسس أن جهاز المخابرات الكندي كان قد كتب إلى جهاز أمن الدولة في جنوب أفريقيا يستفسر عن "أي خلاصات أو معلومات" حول استخدام "إسرائيل" لشركة الطيران "كواجهة للقيام بعمليات سرية" مع وعد بالتعامل مع المعلومات "بسرية مطلقة".
 
ولاحظت البرقية الكندية أنه تم التحقيق في الادعاءات من قبل شركة أمن خاصة وأن ما خلصت إليه "يدعم" ما كشف عنه غارب في البرنامج التلفزيوني.
 
وطلبوا من المسؤولين في جنوب أفريقيا تأكيد المزاعم بالتفصيل حول ما قيل من أن عاملين في المطار كانوا يحملون السلاح بشكل غير قانوني، وحول الدليل الذي أدى إلى ترحيل مسؤول العال، وأي معلومات أخرى ذات علاقة بالموضوع.