الرئيسية آخر الأخبار الأسرى الرياضة فعاليات برامج الإذاعه عين الرابعة اتصل بنا لاعلاناتكم من نحن

الأسير نهار السعدي مستمرٌ في إضرابه حتى رؤية أمّه

2014-12-08 14:50:07 الأسرى

الرابعة نيوز: عندما تفارق محبوبًا بأمر عسكري من الاحتلال، يصبح الألم أشد وترقب لحظات اللقاء المشبوهة بحواجز "أمنية" أكثر صعوبة، الشيء الذي تعيشه الحاجة آمنة السعدي (80 عامًا)، من مدينة جنين، يوميًا..

الحاجة آمنة التي فقدت ابنها سامر شهيدًا برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، وتم التفريق بينها وابنها نهار منذ 11 عامًا، هي مدة أسره في سجون الاحتلال، حتى شمل الاعتقال أبناءها الأربعة الذكور الآخرين بالتناوب، ما حرمهم في ما بعد من زيارة أخيهم الأسير بحجة "الرفض الأمني".

ويدخل الأسير نهار السعدي (32 عامًا)، الاثنين، يومه الــ 18 في إضرابه المتواصل والمفتوح عن الطعام، في عزل سجن "الرملة"، رفضًا لإجراءات الاحتلال التعسفية بحقه من منع والدته من زيارته وحرمانه من "الكانتين" وبقائه في العزل الانفرادي منذ نحو عام ونصف.

تبكي الحاجة آمنة على حالها من طول الانتظار لعناق ابنها، فهمها الوحيد رؤيته قبل أن توافيها المنية، حيث تقول لــ وطن للأنباء: لا أعلم أي شيء عن مصير ابني المعزول منذ عام ونصف بسبب منعي من زيارته منذ عامين، وما أعرفه فقط أنه مضرب ليفك حظر زيارتنا له، الذي تجدد مؤخرًا لثلاث شهور جديدة.

وتخبرنا أنها تبقى أمام التلفاز تتابع الفضائيات الإخبارية لعلّها تسمع خبرًا يُفرح قلبها بالنسبة له.

وتوضح الحاجة آمنة: أبلغنا المحامي أنه أضرب لنراه؛ فهو مشتاق لنا، والله وأنا مشتاقه (أشوفه كثير.. من سنتين ما شفته)".

وطوال سنوات اعتقال السعدي  ووالدته تعاني خلال زيارته من إجراءات الاحتلال التعسفية بحقها، إذ تؤكد "في بداية اعتقاله كان لا يسمح لنا بزيارته إلا مرة في كل عام، وبعد ذلك أصبح سُمح لي بزيارته وأشقائه المعتقلين، مرة كل شهر، لكن منذ سنتين نحن ممنوعون من الزيارة، نتيجة تذرع الاحتلال بالرفض الأمني".

وتطالب الحاجة آمنة الصليب الأحمر الدولي ومؤسسات حقوق الإنسان بالتدخل العاجل لإنقاذ ولدها، خاصة أنه يعاني أوضاعًا صحية صعبة وآلامًا في المعدة.

رئيس نادي الأسير في مدينة جنين راغب أبو دياك أوضح لــ وطن للأنباء، أن "الأسير نهار السعدي لا يزال يقبع داخل سجون الاحتلال منذ 11 عامًا ويعاني وضعًا صحيًا صعبًا ومن التواء في العمود الفقري وقرحة حادة في المعدة وآلام حادة في الأسنان".

ويؤكد أبو دياك أن "سلطة الاحتلال تمارس أبشع أنواع العذاب والانتهاك الصارخ للقوانين والدولية في استمرار عزل الأسير السعدي منذ عامين وحرمانه من زيارة والدته وعائلته ومن إدخال (الكانتينا) والألبسة، كما لا يُسمح له بالخروج من العزل أو الخروج إلى الفورة مع باقي الأسرى".

يذكر أن الأسير السعدي من سكان مدينة جنين ومواليد 30/10/1981، وهو أعزب، اعتقل بتاريخ 7/9/2003، ومن أبرز التهم الموجهة له: الانتماء لسرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، وإيصال الاستشهادية المجاهدة هبة دراغمة التي نفذت عملية استشهادية في مدينة العفولة بتاريخ 19/5/2003 إلى مكان التنفيذ، حيث أدت العملية لقتل أربعة إسرائيليين وإصابة 76 آخرين، وصدر بحقه حكم بالسجن أربع مؤبدات و20 عامًاـ ويعد الأسير السعدي أقدم أسير يقبع في العزل الانفرادي.

ووفق الأسير السعدي، فإن مطلبه من الإضراب "فقط رؤية والدته والسماح لأهله بزيارته"، مشيرًا إلى أن عزله "إجراء كيدي انتقامي ليس له أي تبرير، إنما جاء على خلفية تهديد من قبل المخابرات برميه في العزل وبالفعل نفذ الأمر، وحاليًا قضيته في المحاكم تتأجل من دون اكتراث".

وليست هذه المرة الأولى التي يخوض فيها السعدي إضرابًا عن الطعام، إذ كانت المرة الأولى التي خاض فيها الإضراب عن الماء والطعام للمطالبة بتوفير بعض  الحقوق المسلوبة منه، وكانت في حينه جهاز تلفزيون ورفض التكبيل من الخلف، ولم يفك إضرابه في حينها حتى تمت الاستجابة لمطالبه.