الرئيسية آخر الأخبار الأسرى الرياضة فعاليات برامج الإذاعه عين الرابعة اتصل بنا لاعلاناتكم من نحن

الآيفون في عيد ميلاده الـ15.. كيف أحدث هذا الاختراع ثورة في حياتنا؟

2022-01-18 06:54:00 علوم وتكنولوجيا

الرابعة نيوز:قبل 15 عاما، أطلقت شركة "آبل" (Apple) هاتفها الأسطوري آيفون (iphone). وقد باعت الشركة ما يصل إلى ملياري جهاز منه حتى الآن.

بدأت ثورة آيفون السحرية عام 2007، وساعد هذا المنتج شركة آبل على النمو لتصبح شركة بقيمة 3 تريليونات دولار.


ففي 9 يناير/كانون الثاني 2007، وفي معرض ماك وورلد (MacWorld)، كشف ستيف جوبز (توفي في 2011) المدير التنفيذي لشركة آبل النقاب عن أول هاتف آيفون.

قال جوبز خلال خطابه الافتتاحي: "يعتبر آيفون منتجًا ثوريًا وسحريًا يسبق أي هاتف محمول آخر بـ5 سنوات".

لكن لم يكن آيفون الذي يحمله جوبز يومها ساحرًا في الواقع، فقد كانت هناك أيضًا جهود من وراء الكواليس لمنع عرض المنتج الجديد من الانهيار أثناء عرض جوبز له في الكلمة الرئيسية.

أفضل مغامرة قمت بها
لم أستطع منع نفسي صيف عام 2007 عندما وجدت أخيرا طريقة لشراء الجهاز العجيب من دفع راتب شهر لأكون من أوائل من يحصل على هذا الجهاز في قطر، في الوقت الذي كان أعظم جهازين -وهما نوكيا كومينكاتر (Nokia E90 Communicator)، وبلاك بيري كيرف (Blackberry curve)- يباعان بما يقارب ألف دولار.

وفعلا دفعت مبلغا تجاوز 1800 دولار، وهي مغامرة كبيرة لم أكن أعرف نتائجها، وطلبت من أحد مَن في الولايات المتحدة أن يشتري لي الجهاز، حيث كان يباع في الولايات المتحدة فقط، فلم يكن معروضا للبيع على مستوى العالم، وخصوصا أن المشغل له كان شركة "إيه تي & تي" (AT&T) الأميركية، وكان لا يعمل على شرائح مشغلي الاتصال، بل يجب كسر القفل (Jailbreak).

لن أنسى تجربة الجهاز أول ما لمسته يداي، فقد كانت تجربة لا تنسى في كل شيء. طبعا الجيل الجديد لن يعرف ما سوف أقوله، فهم لم يعيشوا العصر قبل وجود الآيفون، عصر الأزرار البلاستيكية والقوائم اللامنتهية، إن مجرد لمس الزجاج لتتحرك أسماء الأشخاص في قائمة العناوين كان بحد ذاته جنونا في ذلك الوقت.

أما أن ترى صورا تكبر وتصغر بمجرد لمس الزجاج بإصبعيك وإبعادهم وتقريبهما، فهو أمر سحري ربما يكون أكثر إمتاعا من حركات ساحر في سيرك، أو أن ترى كل هذه البرامج بنقاء ووضوح بدل الألوان القاتمة المستعملة في هواتف نوكيا "الحديثة" وقتها، فهو كانبعاث الألوان في أجهزة التلفاز بعد سنوات من البث بالأبيض والأسود.

لم تكن رحلتي لاقتناء جهاز آيفون مفروشة بالورود، يكفي أن تعرف أن شرائح شركات الاتصال في الدول العربية وحتى العالم لم تكن تدخل في حامل الشريحة في الآيفون، وكان يجب أن تكون لديك يد جراح لتعالج بالمشرط الزوائد في الشريحة الكبيرة لتتناسب مع حجم حامل الشريحة.

ليس هذا فحسب، فالجهاز الذي اشتريته بما يوازي جهازي آيفون 13 في الوقت الحالي، لم تكن فيه لوحة مفاتيح عربية لكتابة الرسائل، وأذكر أنني اشتريت من أحد المبرمجين الروس برمجية تحول لوحة المفاتيح للكتابة باللغة العربية.

كاميرا آيفون الأول لم تكن بها ميزة التقريب أو حتى ضوء فلاش (مواقع التواصل)
أفضل من الفيراري
بالرغم من كل هذه الصعوبات، فإن اقتناء هذا الجهاز العجيب في ذلك الوقت كان بالنسبة لي أفضل من اقتناء سيارة فيراري، وقد يعتبر البعض هذه الجملة مبالغا بها، ولكني متأكد أن صاحب سيارة الفيراري في ذلك الوقت لم يكن يحظى بالاهتمام الذي كنت أحظى به أينما ذهبت في المطاعم والمقاهي والنوادي، كنت عندما أضع الجهاز على الطاولة يتجمهر حولي من يودون فعلا أن يروا صندوق العجائب "الآيفون".

من المواقف الطريفة التي أذكرها أنني في رمضان عام 2007، كانت شركتي السابقة تقيم وليمة إفطار جماعي لزبائنها، وتدعوا مديري الشركات والموظفين، وجاءني يومها مديري المباشر وطلب مني أن أعطيه الجهاز ليريه لمديري الشركات الأخرى. الطريف أن هذا المدير في البداية وصفني بالمجنون عندما عرف أنني دفعت مبلغا كبيرا لاقتناء هذا الجهاز الثوري.