الرئيسية آخر الأخبار الأسرى الرياضة فعاليات برامج الإذاعه عين الرابعة اتصل بنا لاعلاناتكم من نحن

هل أنت عنصري؟ اعرف كيف يفكر العنصريون

2015-10-19 14:41:19 صحة ومنوعات

الرابعة نيوز: تتحكم الأفكار المسبقة والآراء العنصرية بجوانب بالغة الدقة في حياتنا قد لا نشعر بها أصلاً، ففي الولايات المتحدة مثلاً وجد أن الوقت الذي ينتظره الأمريكيون السود، أثناء وقوفهم عند ممر المشاة لعبور الشارع، هو أكثر بـ32% من الوقت الذي ينتظره البيض؛ ممّا يعني أن سائقي السيارات يعيقون تحرّك المارة بسبب لون بشرتهم، وإن كان ذلك بشكل غير واعٍ إلا أنه يدل على انحراف في التفكير.

 

وتطرح نتائج الدراسة المذكورة التي أجرتها جامعة أريزونا الأمريكية أسئلة كثيرة حول التفكير العنصري وكيفية تشكيله في ذهن الإنسان، كما تثير التساؤلات حول الطرق والاستراتيجيات التي يمكن اتباعها لكسر الأفكار المسبقة التي تغذي التصرفات العنصرية والمفرّقة بين الناس؛ بسبب لون البشرة أو الدين أو أي انتماء آخر.

 

- كيف يفكر العنصريون؟

العنصرية بدايةً تتمثل بأن نفكر أو نشعر أو نتصرف بطريقة سلبية (استهزاء أو إيذاء أو تضييق) تجاه شخص معيّن لمجرد انتمائه لمجموعة عرقية أو أصل إثني معين، هذه المجموعة في أذهاننا تشترك بصفات "سيئة ولا تتغير"، ممّا يجعل الشخص صاحب التفكير "العنصري" يفسر جميع تصرفات الآخر بأنها تنبع من انتمائه العرقي أو الديني أو الانتماءات الموجودة أخرى.

 

كما يعتبر صاحب التفكير العنصري أن "الآخر" المختلف منافس له ولأبناء مجموعته على جميع الموارد التي تقدمها الدولة، وأن وجوده وممارسته للحياة بشكل مساوٍ يهدد الأمان الشخصي والنفسي لأفراد المجموعة المسيطرة، ويؤثر على سير حياتهم، وعلى العوامل التي تبني الهوية المشتركة لهذه المجموعة والتي توحدها.

 

لذا يسعى الأفراد، بشكل ممنهج واعٍ أو غير واعٍ، إلى اتخاذ إجراءات احترازية تضيّق على "المجموعة المهدّدة" وتحد من إمكانية وصولها للموارد. وقد يكون ذلك على شكل تصرفات عامة يقوم بها أفراد المجموعة المسيطرة في المجتمع، مثل رفض السكن بجانب جار أفريقي مثلاً، أو بطريقة قوانين تسنّها الدولة بعد الاحتكام "لرأي الأكثرية"، مثل الميزانيات المخصصة لمدارس هذه المجموعات.

 

- كيف تتوقف عن كونك عنصرياً؟

اعتبر جزء من الخبراء النفسيين أن العنصرية هي نوع من "الأمراض النفسية" التي تتسبب بها البيئة المحيطة، وهو تعريف نادر إلا أنه حقيقي نظراً لكون العنصرية تنتج عن انحرافات في طرق التفكير. لذلك، بعد عقود من البحث في استراتيجيات البناء الفكري وتغيير الأفكار النمطية، توصل العلماء لعدد من الاستراتيجيات العملية تساعد الإنسان على تصحيح هذه الانحرافات، التي تبني في ذهنه طريقة تفكير عنصرية.

 

في البداية من المهم أن يقيّم الإنسان حالته بنفسه، فعدم الاعتراف بكونك عنصرياً لن يخلق لديك دافع التغيير. لذا عليك أن تسأل نفسك عن المجموعات العرقية التي قد تكون تحمل في ذهنك أفكاراً مسبقة تجاهها، أو مشاعر سلبية غير مفسرة بتفسيرات منطقية.

 

من ثم عليك إجراء بحث معمّق عبر الوسائل المختلفة لجمع معلومات علمية حول هذه المجموعة؛ تاريخها وحياتها وعاداتها وثقافتها وقصصها، الأمر الذي سيمنحك فهماً أكبر لتنوع هذه الفئة والصفات المختلفة التي يحملها أفرادها، ممّا يزيد من المشاعر الإيجابية تجاهها مثل "التعاطف".

 

ثالثاً، بعد البحث والقراءة عليك اتخاذ قرار بالتوقف عن التفوه بأي تعبير عنصري؛ سواء كانت شتائم معتادة أو نكاتاً وطرائف عنصرية متداولة، قد يكون من الصعب كسر هذه العادة إلا أنه ممكن، فالنكات العنصرية تبث الأفكار بسهولة أكبر من أي خطاب جدي عنصري مباشر، لذا قد تكون أخطر من الخطابات!

 

رابعاً، عليك تجنّب التعامل مع أفراد الفئة العرقية الأخرى كأنهم "ملك حضاري خاص" لمجموعتك؛ أي عليك الانتباه لما يبدر منك من تصرفات وأحاديث عند لقائك بهم، فلا تتحدث أو تتصرف باستعلاء. إلى جانب ذلك، من المهم أن تكون مدركاً للتصرفات العنصرية الممنهجة "الخفية"، فليس من الضروري أن تقوم بتصرف "سيىء" تجاههم، بل يعتبر من العنصرية أيضاً تجنّبهم (في العمل أو في الحافلة مثلاً) بسبب لون البشرة أو أي انتماء آخر.

 

أخيراً، من المفيد أن تشارك المقربين منك ما تقرأه عن الأعراق والحضارات الأخرى، خاصة تلك التي تشعر بأنك عنصري تجاهها. لأنه بحسب الدراسات، فالحديث عن الحضارات المختلفة وتبادل المعلومات يزيد من التسامح خاصة بين الأطفال. إلى جانب ذلك، من المهم جداً في مراحل متقدمة أن تبحث عن إطار ينشطون به وتندمج معهم في هذا النشاط، كأن تعمل معهم أو تسافر معهم أو تشترك في فعاليات ينظمونها هم؛ لأن العمل والتفاعل في الأطر المهنية يعزز ديناميكية العمل ضمن فريق والوصول للهدف المرجو للمجموعة، دون الالتفات للفروق الشخصية.