الرئيسية آخر الأخبار الأسرى الرياضة فعاليات برامج الإذاعه عين الرابعة اتصل بنا لاعلاناتكم من نحن

واشنطن بوست: لهذه الأسباب تنشر إيران أخبار قتلاها بسوريا

2015-11-28 10:58:20 شؤون عربية ودولية

الرابعة نيوز: قالت صحيفة الواشنطن بوست، إن وسائل الإعلام الإيرانية تنشر بشكل شبه يومي خبر مقتل مقاتلين إيرانيين في سوريا، فيما بات يمثل وجهاً آخر أكثر وضوحاً للتدخل العسكري المباشر من قبل إيران في سوريا.

 

وتناولت الواشنطن بوست في تقريرها الأسباب التي تجعل وسائل الإعلام الإيرانية تكشف عن مثل هؤلاء القتلى في بلد لم يعرف أنه يسمح للإعلام بتناول موضوعات تعتبر حساسة ودقيقة للحكومة.

 

حيث تشير الصحيفة إلى أن هناك توجهاً حكومياً للإعلان عن قتلاهم في سوريا، في محاولة للتأكيد أنها لن تتخلى عن نفوذها ومزارات الشيعة في سوريا، خاصة في أعقاب صعود تنظيم "الدولة" المعروف بشدة العداء للإيرانيين والشيعة عموماً.

 

وتقول الواشنطن بوست، إن الإعلام الإيراني ينقل تفاصيل وفاة الجنود الإيرانيين في سوريا كما ينقل صوراً من تشييع الجنازات، بل الأكثر من ذلك؛ صور حضور قادة إيرانيين لمراسم التشييع، مؤكدة أنه ومنذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي قتل 67 إيرانياً في سوريا.

 

وتنقل الصحيفة عن الخبير في الشؤون الإيرانية بمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات بواشنطن، علي أفنوني، قوله إن وسائل الإعلام وقبل بضعة أشهر فقط، كانت قليلاً ما تتطرق إلى التدخل العسكري الإيراني بسوريا، إلا أنه وتحديداً بعد التدخل العسكري الروسي، صار الإعلام الإيراني ينشر تفاصيل مقتل الجنود الإيرانيين هناك، "إنهم يريدون أن يقولوا إنهم موجودون قبل الروس، إنهم باتوا فخورين بهذا التدخل ويريدون أن يظهروه".

 

ويتابع: "لاحظ أنه ومنذ العام 2013؛ بداية التدخل العسكري المباشر من قبل إيران في سوريا، كان أعداد القتلى الإيرانيين لا تتجاوز 10، ولكن الرقم ارتفع بشكل قياسي عقب التدخل الروسي".

 

ويعتقد أفنوني أن السماح لوسائل الإعلام الإيرانية بتغطية أعداد القتلى العائدين من سوريا ربما يكون جزءاً من محاولة إيرانية لمنع طغيان خبر التدخل الروسي بسوريا عليها، "إنهم يريدون أن يقولوا إنهم هنا قبل الروس، وإن إيران اليوم تستخدم كل أساليب الدعاية لتأكيد ذلك".

 

وكانت قوات من الحرس الثوري الإيراني، وتحديداً "فيلق القدس"، قد ساهمت ببناء مليشيات سورية موالية لحكومة النظام السوري، كما أنها أمرت الآلاف من المقاتلين الشيعة في كل من العراق ولبنان وبلدان أخرى بالتوجه إلى سوريا لمساندة النظام، حسب الصحيفة.

 

ورغم التدخل الإيراني المباشر في سوريا، فإن وسائل الإعلام الإيرانية ما زالت تردد الصيغة التي اختارتها طهران لتوصيف هذا التدخل، فهي غالباً ما تشير إلى القتلى العائدين من سوريا بأنهم مستشارون أو متطوعون لحماية المزارات الدينية في سوريا.

 

يقول فيليب سميث، الباحث في الجماعات الشيعية المسلحة من جامعة ماريلاند، إنه لا يعرف على وجه الدقة كيف يقاتل الإيرانيون في سوريا، ولا حتى أعدادهم هناك، البعض يقول إنهم 2000 مقاتل، أو ربما أكثر، إلا أنه من الواضح أن دورهم بالاشتراك في القتال المباشر آخذ بالتصاعد منذ التدخل الروسي المباشر بسوريا، وهو ما تؤكده ارتفاع حصيلة قتلاهم.

 

ولم يقتصر أمر إعلان مقتل الجنود الإيرانيين على وسائل الإعلام الإيرانية، وإنما تعدى ذلك إلى المرشد الأعلى للجمهورية، علي خامئني، الذي عزّى من خلال حسابه الرسمي على تويتر أسرة الجنرال حسين همداني، القيادي في الحرس الثوري الذي قتل بسوريا.

 

وتشدد الصحيفة على أن صعود تنظيم "الدولة"، بالإضافة إلى التدخل الروسي المباشر في سوريا، سبب آخر دفع إيران إلى الحديث علانية عن وجود مقاتليها بسوريا.

 

فإيران تعرف جيداً أن تنظيم "الدولة" يناصبها العداء، وأن وجود هذا التنظيم في سوريا والعراق يعطي مشروعية أكبر لتدخلها، وقد يكون سبباً آخر أكثر مقبولية لدى الشعب الإيراني لمشاهدة جنوده عائدين في توابيت من سوريا.