الرئيسية آخر الأخبار الأسرى الرياضة فعاليات برامج الإذاعه عين الرابعة اتصل بنا لاعلاناتكم من نحن

هستيريا في إسرائيل: أمريكا وافقت على تقديم تنازلات لإيران في الملّف النوويّ

2015-02-04 13:28:06 شؤون عربية ودولية

الرابعة نيوز:  على الرغم من أنّ الخبراء والمختّصين في الشأن الأمريكيّ أجمعوا على أنّ قيام رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، بإلقاء خطاب في الكونغرس ضدّ التوصّل لاتفاق مع إيران، لن يؤثّر على البيت الأبيض في هذه المسألة، وعلى الرغم من أنّهم وجّهوا له النصائح بالعدول عن قراره لعدم تأجيج العلاقات المترديّة مع الحليف الإستراتيجيّ الأهّم لإسرائيل في العالم، على الرغم من ذلك، فإنّ نتنياهو قرر مواجهة الرئيس باراك أوباما في عقر داره، الأمر الذي سيؤدّي إلى رفع منسوب عدم الثقة المتبادلة بين الشخصين، ودفع واشنطن إلى التوجّه للجمهور الإسرائيليّ عبر تسريبات للإعلام الإسرائيليّ للتأكيد بأنّ هاجس إسرائيل حيال إمكان توصل واشنطن وطهران إلى اتفاق حول البرنامج النوويّ الإيرانيّ، بات قاب قوسين أوْ أدنى. وقد أثار هذا الأمر عاصفة انتقادات كبيرة في الولايات المتحدّة الأمريكيّة وفي الداخل الإسرائيليّ.
ولم تقتصر الانتقادات على وسائل الإعلام الأمريكيّة التي اتهمته باستغلال منصة الكونغرس لتحقيق مكاسب سياسيّة، بل أنّ أحزاب المعارضة الإسرائيليّة استغلت الحادثة، وهاجمت نتنياهو لأنّه يُعرّض المصالح الإسرائيلية الأمنية والإستراتيجية مع الولايات المتحدة للخطر من أجل ما وُصف بالدعاية الانتخابية. وقد ذهبت بعض الأحزاب المعارضة في تل أبيب إلى أبعد من الانتقاد فوصلت إلى طلب التماس من لجنة الانتخابات لتمنع بث خطاب نتنياهو عبر وسائل الإعلام الإسرائيلية كونه سيكون في فترة الصمت الانتخابي. ولكنّ محافل سياسيّة رفيعة المستوى في تل أبيب، أكّدت في حديث مع قنوات التلفزيون باللغة العبريّة على أنّ الهاجس الإسرائيليّ بات قريبًا جدًا من التحوّل إلى واقعٍ، لافتةً إلى أن ثمانين في المائة من الخلافات بين الجانبين، أيْ بين إيران وأمريكا، قد تمّ حلّها بالفعل. بالإضافة إلى ذلك، أشارت المصادر الإسرائيليّة عينها إلى أنّ تل أبيب قلقة من رغبة إدارة الرئيس الأمريكيّ، باراك أوباما، بالتوصل إلى اتفاق يسمح للجمهورية الإسلاميّة الإيرانيّة بالحفاظ على عددٍ كبيرٍ جدًا من أجهزة الطرد المركزي، الأمر الذي يتيح لإيران الوصول إلى ما يُسّمى دولة على العتبة النوويّة، أيْ تصنيع قنبلة نووية أولى خلال أشهر معدودة إن قررت القيادة الإيرانية ذلك. وبحسب المصادر نفسها، سيناريو كهذا لا يقبله الإسرائيليون، كما أكّدت القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيليّ، التي شدّدّت على أنّ القرار الإيرانيّ منوط برأي المرشد الأعلى للثورة الإيرانيّة، علي خامنائي.
وساقت المصادر السياسيّة في تل أبيب قائلةً، بحسب إذاعة الجيش الإسرائيليّ، إنّ مسؤولين رفيعي المستوى في الاتحاد الأوروبيّ، أكّدوا في لقاءات جمعتهم بنظراء لهم في إسرائيل، على أنّ واشنطن وطهران تقتربان من بلورة اتفاق يُمثل تهديدًا لإسرائيل. ونقلت الإذاعة عن الدبلوماسيين الأوروبيين قولهم إنّ تسوية تجري بين الجانبين، تتنازل بموجبها واشنطن عن مطالبها في الملف النوويّ، مقابل ضمانات إيرانية بممارسة نفوذها في العراق وأفغانستان وسوريّى، للحفاظ على الاستقرار الإقليميّ، على حدّ تعبير المصادر. علاوة على ذلك، اقتبس الدبلوماسيون الإسرائيليون عن نظرائهم الأوروبيين، قولهم إنّ الولايات المتحدّة قبلت في الأسابيع الأخيرة تشغيل 6500 جهاز طرد مركزي من مفاعلات إيران النووية، مع رفع العقوبات التي ألحقت الأضرار بالاقتصاد الإيرانيّ. وبحسب إذاعة الجيش فإنّ الاتحاد الأوروبي يُعارض الربط المقترح بين القضية النووية الإيرانية والمسائل الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، إذْ يشتبه الأوروبيون بأنّ واشنطن تتواصل وتتفق مع طهران من دون إعلام بروكسل بما يجري، بل أكثر من ذلك، فوزير الخارجية الأمريكيّ جون كيري لا يُكلّف نفسه عناء إعلامهم عن أجواء لقاءاته بوزير الخارجية الإيرانيّ محمد جواد ظريف. من الجهة الأخرى، لم يتمكّن نتنياهو من كبح رغباته وشهواته لسكب الزيت على النار، وأطلق العنان لصحيفة (يسرائيل هايوم)، التي تُعتبر ناطقة غير رسميّة بلسانه، لتشنّ هجومًا سافرًا على الإدارة الأمريكيّة حيّال سياستها في المفاوضات مع إيران، حيث لفتت إلى أنّ السياسة التي يتبعها الرئيس الأمريكيّ مع طهران، تتيح لإيران إزالة عثرة ضخمة من أمامها، أيْ الولايات المتحدة، لتحقيق أهدافها، وهي السيطرة على الخليج وعلى العالم الإسلامي، وبقدر ما أمكن، السيطرة على العالم، بحسب الصحيفة.
وتابعت الصحيفة قائلةً، دون أنْ تذكر لا من قريب أوْ من بعيد مَنْ هي المصادر التي اعتمدت عليها، تابعت قائلةً إنّ الرغبات الإيرانية جليّةً جدًا، ذلك أنّه كلّ عام يتعمد الإيرانيون الاحتفال في الرابع من تشرين الثاني (نوفمبر) بيوم الموت لأمريكا، كما أنّ طهران، بحسب الصحيفة الإسرائيليّة، تقوم بتقديم الدعم لما أسمته الصحيفة بالإرهاب الإسلاميّ الدوليّ المعادي لأمريكا.
بالإضافة إلى ذلك، فإنّ إيران تقوم بقيادة الإرهاب في كلٍّ من العراق وأفغانستان ودول الخليج الموالية لأمريكا، وكذلك في المملكة الأردنيّة الهاشميّة، وها هي الآن تتوغل في اليمن، عبر الحوثيين، حيث تتبلور ثورة باتجاه السعودية وسلطنة عُمان. ورأت الصحيفة أنّ طهران تعمل بشكلٍ حثيثٍ من أجل السيطرة على مضيق هرمز وباب المندب، الأساسيين والمفصليين في الاقتصاد العالميّ. جدير بالذكر أنّ وزير الخارجيّة الإسرائيليّ، أفيغدور ليبرمان، كان قد أكّد الأسبوع الماضي، في مؤتمر صحافيّ عقده مع نظيره الروسيّ، سيرغي لافروف، في موسكو، أكّد ليبرمان على أنّ إسرائيل تُفضّل ألّا يكون هناك اتفاق، على وجود اتفاق سيء مع طهران. أمّا لافروف فقد حرص على التأكيد على الطرق الدبلوماسيّة في حل الخلافات المتعلقة بهذا الملف، مع تشديده على تجنيب دول المنطقة أية مخاطر محتملة. وبما أنّ لتل أبيب حساسية مُفرطة من مطامح طهران النووية، فإنّ نبرة تصريحات ليبرمان لم تخلُ من انعكاسات شكوك حكومته، كما ذكرت المصادر السياسيّة في تل أبيب.