الرئيسية آخر الأخبار الأسرى الرياضة فعاليات برامج الإذاعه عين الرابعة اتصل بنا لاعلاناتكم من نحن

بالفيديو والصور : تعدي استيطاني صارخ في سوق الذهب وشارع الشهداء بالخليل

2015-08-06 08:47:02 الرئيسية

الرابعة نيوز: منذ عام 1994 وبعد مجزرة الحرم الإبراهيمي الشريف أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي شارع الشهداء الذي يعد من أهم شوارع المدينة الذي يصل أحياءها الشمالية بالجزء الجنوبي ومنعت وصول المركبات الفلسطينية إليه وفتح المحال التجارية فيه، حتى بات تحت سيطرتهم بذريعة حماية 400 مستوطن يقيمون في خمس بؤر استيطانية هناك.


وقد ترتب على قرار الاحتلال الإسرائيلي بإغلاق الشارع آثار اقتصادية واجتماعية، مما أدى إلى انقطاع الحياة فيه والى وقف عام بسير الحياة اليومية على امتداده، وهناك 512 محل تجاري مغلق بقرار عسكري، أي بشكل مباشر، وحوالي 1000 محل مغلق بشكل غير مباشر بسبب اعتداءات المستوطنين ومضايقات الاحتلال التي تتفاقم يوما بعد يوم، حيث أن هذا الإغلاق تعدى السنوات وطال كثيرا، مع العلم بأنه يعتاش من هذه المحلات المغلقة ما يقارب الثلاثة آلاف عائلة ومن غير العدل والإنسانية أن تستمر هذه الحالة التي تتناقض مع اتفاقيه جنيف الرابعة بحق الإنسان التي تكفل له العيش بحرية وكرامة وتمكنه من التنقل دون معيقات.
ورغم ذلك فان لجنة اعمار الخليل لم تألو جهدا عن متابعة هذه القضية لدى الجهات المعنية منذ ذلك الحين، ومؤخرا كشفت اللجنة النقاب عن تعدي استيطاني خطير يجري داخل محلات سوق الذهب المغلق بأمر عسكري و المقابل لمبنى مدرسة أسامة بن منقذ المغتصبة، وذلك بعد سماح الدوائر القضائية الإسرائيلية للمكتب القانوني التابع للجنة اعمار الخليل بعمل جولة للمناطق المغلقة والكشف على المحلات المغلقة بأمر عسكري، ومن المؤسف انه تبين أن هناك شروع في تنفيذ تعدي استيطاني داخل هذه المحلات وتحويلها إلى شقق سكنية مأهولة من قبل المستوطنين.
وحين تحدث عماد حمدان مدير عام لجنة اعمار الخليل عن هذه الجولة بدا يائسا وآسفا بشأن ى هذه المحلات المحرمة على أصحابها الفلسطينيين والمستباحة من قبل المستوطنين الحاقدين، وبالطبع هذا التمرد يأتي بحماية من جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي يدعي بان هذه المحلات مغلقة لدواعي أمنية وهذه بالطبع حجج واهية وادعاءات كاذبة تتناقض مع قرار إغلاق المحلات بأوامر عسكرية أمام أصحابها الحقيقيين الممنوعين حتى من تفقدها بين الحين والآخر، وما يجدر علمه انه تم نهب وسلب محتويات هذه المحلات التي كان معظمها من الذهب والملابس، وحرق بعض المحلات الأخرى لأسباب خفية وعمل حفريات فيها تمهيدا لتحويلها لبؤرة استيطانية جديدة.
وما يبدو واضحا وجليا للعيان ان جهود جيش الاحتلال تأتي بطريقة متناغمة لخدمة المستوطنين في تحقيق مصالحهم الرامية لتهويد البلدة القديمة وإفراغها من الفلسطينيين.
ومن المعروف أن سوق الذهب الذي يعتبر جزءا من شارع الشهداء يتضمن 22 محل تجاري متخصص ببيع الذهب وكان من أكثر الأسواق في مدينة الخليل التي تعج بحركة المتسوقين وخاصة المقبلين على الزواج، إلا انه بعد إغلاقه تم إحداث تغييرات جوهرية.


ولأجل أن يكتمل هذا المشهد الاعتدائي فان الإسرائيليين يتبعون أساليب ماكرة وخادعة لإخفاء أعمالهم التخريبية بطرق تجميلية؛ حيث أن هذه المحلات تبدو من الأمام وكأنها مهجورة منذ عدة سنوات ولا يقترب إليها احد وذلك لان أبوابها على نفس الوضعية السابقة الا ان المستوطنين قاموا بزرع بعض الأشجار المعمرة كالزيتون واللوز أمامها لتخفي ما بداخلها من حفريات وحرق.
ويتابع حمدان حديثه عن الجولة بوصفه حالة المحلات في شارع الشهداء التي يتواجد فيها قطعان من الكلاب الشرسة لحماية هذه المحلات ولتخويف المواطنين من الاقتراب، كما وتبين انه تم إفراغ المحلات من الأثاث في وقت يسبق هذه الجولة بأيام قليلة وهذا دلالة على انه من الممكن انه قد تم إخفاء بعض الأعمال أيضا أو الاعتداءات التي لم تظهر أثناء هذه الجولة الذي أجرتها لجنة اعمار الخليل.
ويضيف ان لجنة اعمار الخليل تستنكر وترفض أن يتم المس بملكيات الأهالي المهجرين من المنطقة المذكورة أو تغيير الطابع العمراني القديم لهذه المباني، لما له من دلالات خطيرة توحي بخلق بؤرة استيطانية جديدة مرتبطة بالمستوطنات الخمس وهذا يعزز من وجود المستوطنين بشكل اكبر ويزيد من اعتداءاتهم وانتهاكاتهم التي يرتكبونها بحق سكان البلدة القديمة.
جزء من هذه المحلات المنكوبة محلات مبنى ديوان التميمية المقابلة لكازية الجعبري والملاصقة لمستوطنة بيت رومانو، حيث تم ملاحظة فتحة في جدار المبنى من الجهة الخلفية واحتواءه على أثاث تابع للمستوطنين مما يؤكد على أن هذه المحل كان يستخدم كشقة سكنية.
كما تم ملاحظة كسر واقتحام لمحلات في شارع الشهداء وتعود ملكيتها لكل من احمد يغمور ومحمود أبو ميزر وخلع الأبواب المقابلة لبيت ال طهبوب إضافة لإقامتهم عريشة وسط الشارع، وما يجدر ذكره أيضا هو وجود يافطات ذات طابع يهودي ولوحات إرشادية باللغتين العربية والانجليزية تشير إلى الطريق الصاعدة إلى العين الجديدة.
أما ما يستدعي الاستفزاز هو وجود يافطة ضخمة تدعي بان هذه المحلات أقامها العرب على ارض يهودية، وهذا يدل أيضا على ان الجهات الإسرائيلية تعمل وبكل جدية نحو تهويد البلدة القديمة وجعلها منطقة يهودية مهجرة من السكان الأصليين الفلسطينيين.
ومن هنا فان لجنة اعمار الخليل ترى انه من الضروري جدا تحرك كافة الجهات نحو حماية هذه المحلات وتغيير مجرى تهويدها وعدم الوقوف على هذه القضية بصمت، ومن جهتها فان اللجنة سوف تباشر بحملتها المناصرة لشارع الشهداء والمناطق المغلقة في الأيام القليلة القادمة وتتمنى من كافة المؤسسات والمنظمات والتجمعات مشاركتها والتعاون معها في هذه الجهود.