الرئيسية آخر الأخبار الأسرى الرياضة فعاليات برامج الإذاعه عين الرابعة اتصل بنا لاعلاناتكم من نحن

فلسطين .. مدارس تفرض الحجاب وأخرى تحظره

2015-08-30 19:36:26 الرئيسية

الرابعة نيوز: احترام الأديان والحريات الشخصية، كلها أمور تعلمناها منذ الصغر، في حصص المدارس ومحاضرات الجامعات، ألقوها في ندوات كثيرة، علمونا دائماً أن نتمسك بها ونطبقها، كبرنا وتخرجنا و نحن نردد .. "احترم خصوصية غيرك .. لا تجبر أحداً على شيء"، والآن بتنا ندرك أن من علمونا هذه القيم يتخلون عنها ببساطة.

قامت الدنيا ولم تقعد على خبر منع مديرة مدرسة في إحدى مدارس غزة، طالبة من دخول الفصل الثاني الثانوي على مدار 3 أيام لأنها لا ترتدي حجاباً .. هذه المديرة هي نفسها من علمت الأجيال احترام الحرية الشخصية، هي نفسها ومعلماتها من رفعن دائما للطلبات شعار "الحـرية"، اليوم هي ببساطة من زلزلت صورة الحرية أمام آلاف الطالبات بطابور مدرستها الصباحي، عندما حاولت إجبار طالبات مدرستها على ارتداء "الحجاب".

جريمة ممثالة ترتكب ضد الطالبات في إحدى مدارس الضفة يغفل عنها كثيرون، وتمارس أمام العلن وكأنها حق مكتسب .. نفس المدارس التي تعلم احترام الأديان والحرية، تجبر طالباتها على خلع حجابهن عند وصولهن إلى بوابة المدرسة، "أنتِ ممنوعة من دخول المدرسة طالما الأبيض يغلف رأسكِ، نحن نبحث عن النظام، والنظام يكمن بخلعك حجابك”، ولا يهم أحداً إن كانت المدرسة تعج بالأساتذة وإن كان الشارع الذي تُجبر الطالبة على خلع حجابها فيه يمر به عشرات الشبان وأكثر.

في إحدى مدارس الضفة، طالبة متفوقة بأخلاقها ومعدلاتها، يتوقع كل من حولها أن تترك نجاحاً لا يُنسى، هي تحب مدرستها وصديقاتها، لكن بعد وصولها لمرحلة الثانوية، قررت أن تتحجب، وكما سبق وأسلفنا "علّمونا أنها حرية شخصية وأن من الواجب احترامها"، هذه الطالبة المتفوقة تعلم أن مدرستها تمنع الحجاب، فتقدمت عائلتها بطلب لنقلها لمدرسة أخرى، إدارة المدرسة وقبل أن تعلم السبب، رفضت طلب النقل وأصرت على إبقاء الطالبة المتفوقة، فهي عندما تحصل على معدل عال بالتوجيهي، ستجعل اسم مدرستها يلمع بالسماء، عائلة الطالبة قالت للإدارة:" ابنتنا تريد أن تتحجب فإن كنتم توافقون على إبقائها بالمدرسة فلن ننقلها"، الإدارة لم تفكر لدقيقة واحدة وكان الرد، "التوقيع فوراً على طلب الانتقال لمدرسة أخرى" !!!

الهيئة المستقلة العامة لحقوق الإنسان أكدت  " رفض هذه التصرفات على أساس التميز ضد الدين، مؤكدة أن هذه المواقف تضر بالسلم الأهلي، ولا تتماشى مع القانون الفلسطيني ولا قانون التربية والتعليم"، فالمادة (18) من القانون الفلسطيني تنص على حرية العقيدة والعبادة وممارسة الشعائر الدينية مكفولة شريطة عدم الإخلال بالنظام العام أو الآداب العامة، والمادة (19) تنص على ضرورة عدم المساس بحرية الرأي، ولكل إنسان الحق في التعبير عن رأيه ونشره بالقول أو الكتابة أو غير ذلك من وسائل التعبير أو الفن مع مراعاة أحكام القانون.

 وزير التربية والتعليم الدكتور صبري صيدم،أكد بدوره أن الوزارة بصدد نشر بيان توضيحي لوضع النقاط على الحروف فيما يخص هذه القوانين.

مئات القصص الممثالة في الضفة وغزة، وإن قررنا أن نسردها كلها فلن ننتهي .. فمديرة مدرسة بغزة تريد أن ترى رؤوس الطالبات مغطيات بالأبيض "ليعم النظام"، ومديرة مدرسة بالضفة تريد أن ترى رؤوس الطالبات مكشوفات بشعرهن "ليعم النظام" .. ونحن نقول:" ليعم النظام" الذي تبحثون عنه، هززتم مفهوم الحرية بأعيننا.. فقط اهتموا بنظامكم ولا تُنظِروا علينا من جديد عن مفهوم الحريات المزيف هذا.