الرئيسية آخر الأخبار الأسرى الرياضة فعاليات برامج الإذاعه عين الرابعة اتصل بنا لاعلاناتكم من نحن

عملية "ايتمار" .. الشرارة التي أوقدت "هبة القدس"

2016-10-01 20:36:18 الرئيسية

الرابعة نيوز - القدس دوت كوم: كانت عملية "ايتمار" التي وقعت شرق مدينة نابلس في مثل هذا التوقيت من العام الماضي، بمثابة الشرارة التي ادت الى انفجار الاوضاع الامنية في الاراضي الفلسطينية وانطلاق ما عرف بـ"هبة القدس" التي تدحرجت مثل كرة الثلج، وتحولت الى جولة قاسية وجديدة من جولات الصراع مع المحتل.

 

كانت الاجواء مشحونة للغاية، فقبل شهرين فقط من تنفيذ عملية "ايتمار" نفذ مستوطنون متطرفون جريمة حرق منزل عائلة دوابشة في قرية دوما، جنوب شرق نابلس، والتي أدت الى استشهاد الرضيع علي دوابشة، ومن ثم استشهاد والده سعد، ووالدته رهام تباعا، فيما كانت صور الطفل الثاني للعائلة، احمد دوابشة، الذي اصيب بحروق بليغة، وظل وحيدا في المستشفى بعد استشهاد والديه وشقيقه، تؤجج المشاعر وتستدعي ردا ما.

 

خلية عسكرية فلسطينية اخذت على عاتقها الرد، على محرقة عائلة دوابشة، فخرجت مساء الاول من تشرين أول من العام الماضي باحثة عن هدف لها في محيط نابلس، فأطلقت النار على سيارة احد المستوطنين بالقرب من مستوطنة "ايتمار" القريبة من بلدة بيت فوريك شرق نابلس، ما ادى الى مقتل مستوطن وزوجته، فيما لم يؤذ اعضاء الخلية ثلاثة ابناء لهما كانوا في ذات السيارة، وتركوهم احياء قبل ان يغادروا موقع العملية.

 

كانت هذه العملية بمثابة الشرارة التي انطلقت من نابلس، لتلتقطها القدس، فبعد عملية "ايتمار" بيومين نفذ الشهيد مهند الحلبي عملية طعن في البلدة القديمة في القدس، حيث طعن مستوطنا واستولى على سلاحه، واطلق النار منه صوب عدد من الجنود والمستوطنين ليقتل اثنين منهم ويصيب عددا آخر قبل ان يرتقي شهيدا. ثم جاءت بعد عدة ايام عملية الطعن التي نفذها الشهيد محمد سعيد علي في ساحة باب العامود في مدينة القدس، والذي تمكن من طعن ثلاثة من جنود الاحتلال قبل ان يستشهد، ليتبع ذلك قيام الشابين بهاء عليان وبلال غانم بتنفيذ عملية طعن واطلاق نار بعد اقتحامهما حافلة اسرائيلية في جبل المكبر، ما ادى الى مقتل ثلاثة مستوطنين وجرح عدد آخر قبل ان يستشهد عليان، ويصاب غانم بجروح خطرة قبل ان يقع في الاسر.

 

وتوالت بعد ذلك عمليات الطعن والدهس واطلاق النار، والتي تردد صداها واستقرت في محافظة الخليل التي قدمت لوحدها العدد الاكبر من الشهداء، خلال هذه الهبة التي انتقلت الى كافة انحاء الوطن، بما في ذلك داخل الخط الاخضر، ليرتقي عشرات الشهداء ، قسم كبير جرى اعدامهم ميدانيا ورميا بالرصاص بدم بارد، لمجرد الشبهة بانهم يحملون السكاكين، او حتى من دون سبب، ومن ثم كانت تلصق بهم التهم الجاهزة، كمحاولة الدهس او الطعن لتبرير اطلاق النار عليهم وقتلهم.

 

وبالعودة الى عملية "ايتمار"، فقد اغلقت قوات الاحتلال منطقة نابلس، بعد العملية، وشرعت بحملات بحث وتفتيش واعتقالات، لتعلن بعد عدة ايام عن اعتقال افراد الخلية الرئيسيين، وهم سمير الكوسا، ويحيى الحاج حمد، وكرم المصري، وراغب عليوي، وامجد عليوي، وزيد عامر، وبسام السايح.

 

وكشف الشاباك الاسرائيلي في حينه أن خطأ وقع به افراد الخلية ادى الى كشفهم، موضحا ان احد افراد الخلية (كرم المصري) والذي كان يحمل مسدسا، قد اصيب برصاصة في يده عن طريق الخطأ من قبل احد اعضاء الخلية، ما ادى الى سقوط المسدس منه والعثور عليه في موقع العملية. وجرى نقل المصري الى المستشفى العربي التخصصي في مدينة نابلس في نفس ليلة اصابته، وقامت وحدات خاصة من الجيش الاسرائيلي باختطافه لاحقا من المستشفى.

 

وهدمت قوات الاحتلال فيما بعد منازل خمسة من اعضاء الخلية، فيما، وافقت المحكمة العليا الاسرائيلية قبل عدة ايام على هدم منزل عضو سادس في الخلية، بينما رفضت المصادقة على هدم عضو سابع. كما اصدرت احكاما بالسجن المؤبد اضافة الى 30 عاما اخرى بحق عدد من اعضاء الخلية، فيما لا زالت اجراءات المحاكمة مستمرة بحق اخرين.

 

وفي أعقاب قيام الاحتلال بهدم منازل اعضاء الخلية، نفذ نشطاء حملة جمع تبرعات اطلقوا عليها اسم "حملة اعادة اعمار منازل الاحرار" وذلك بهدف شراء او بناء منازل بديلة لعائلات الاسرى اعضاء الخلية، وتمكنوا من جمع مبالغ نقدية وعينية كانت كافية لتحقيق الهدف، وذلك في حدث عكس وحدة وتلاحم وتكافل شعبنا عندما تشتد حوله المحن.

 

واليوم وبعد مرور عام على عملية "ايتمار" فان هبة القدس ما زالت مستمرة، وان كان جمرها يخبو حينا، ويومض تحت الرماد احيانا.