الرابعة نيوز - القدس دوت كوم : بعدما نُزع مالك القاضي من حياته الجامعية، ليتحول إلى رقم في زاوية من زنازين الإحتلال من دون تهمة محددة تدينة، رفع سلاحه الأخير ليخوض معركة الأمعاء الخاوية، بعد ان استنفذ كل الطرق القانونية للتحرر، كي يسقط ما يسمى بـ"الملف السري"، وما ترتب على ذلك من حكم اداري لعدة شهور قابلة للتجديد إلى سنوات.

رفع مالك ورقته الأخيرة التي جرّته الى حافة الموت، وخاض معركة الاضراب عن الطعام التي زادت عن ( 70 يومًا)، بدء أيامه الأولى بعقوبات قاسية ضدة لا يحتملها بشر، بالزنارين القذرة و الإنتهاكات والشتائم كي يثنوه عن مواصلة اضرابه، وهو الذي يعتبر المعتقل الأصغر(١٩ عاما)، الذي خاض اضرابا في المعتقلات الاسرائيلية.

ويستعيد القاضي في حديثه مع "القدس" دوت كوم، لحظات نقله والأخوين بلبول إلى مستشفى سجن الرملة، وهو مكبل في سريره، وكيف تعامل معه الأطباء والممرضون، وهي المعاملة التي لم تختلف كثيرا عن معاملة السجان نفسه، فالمستشفى لا يختلف عن بيئة السجون بشيء، والتنكيل والعزل طالهم وهم على أسرة يفترض أنها مُعدة للشفاء.

ويقول القاضي أنه تم نقله والاخوين محمد ومحمود البلبول الى مستشفى سجن الرملة وهناك تعرضوا للكثير من الاعتداءات والانتهاكات من شتم واهمال طبي وعزل عن العالم.

واضاف "حين نلقنا إلى مستشفى سجن الرملة، نُقلنا إلى معتقل عسكري لا يقل قذارة ولا بشاعة عن السجون الاخرى، حيث تعرضنا للتنكيل والاعتداء والشتم وعزلنا عن العالم ناهيك عن تكبيلنا طوال الوقت في الاسرة".

وبعد ان اصيب بغيبوبة لاكثر من ١٠ ايام، فتح عينيه ليرى مجموعة من الانابيب تخترق عنقه وقدميه، مشيرا الى ان كل ما أراده حينها هو نزعها بيديه، بعد أن اخبروه باقتراب موعده مع الحرية.

وفي تفاصيل المعركة مع السجان كانت "التغذية القسرية" هي اكثر ما انهك القاضي.

ويقول "عندما وصلنا إلى مستشفى فولفسون، رفعت سلطات الاحتلال من حدة الضغوط علينا واجبرونا على تناول الدواء والمدعمات، واجبرونا على تناول المدعمات بالتغذية القسرية من خلال غرز العديد من الابر داخل الجسم في منطقة الرقبة واليدين والرجلين وكان الوضع شديد الصعوبة والالم حتى انني دخلت في غيبوبة لاكثر من 10 ايام بسبب التغذية القسرية".