الرابعة نيوز_
جرى تدريب أعضاء "هيئة الأركان الظلية" مسبقا، واطلاعهم على الخطط الكاملة للمواجهة مع إيران. كان الهدف هو ضمان استمرارية القيادة والقدرة على إدارة العمليات حتى في حال تنفيذ العدو هجوما قاتلا ضد القيادة العليا.
مع بدء الحرب على إيران، فعل الجيش الإسرائيلي ولأول مرة "هيئة الأركان العامة الظلية" تحسبا لاحتمال تعرض رئيس الأركان وكبار الجنرالات لأذى أو اغتيال، بحسب ما أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، الإثنين.
بحسب الصحيفة، فإن هذه الخطوة جاءت استنادا إلى الدروس المستخلصة من عملية "الأسد الصاعد"، التي أسفرت عن مقتل القيادة العليا للجيش الإيراني، بما في ذلك رئيس الأركان، ورئيس الاستخبارات، وقائد سلاح الجو، وقائد الدفاع الجوي، ما ألحق ضررا بالغا بقدرة طهران على الرد بقوة على إسرائيل.
وذكرت الصحيفة أنه خشية من سيناريو مشابه يستهدف قياداته العليا وضباطه، أعد الجيش الإسرائيلي مسبقا هيكلا قياديا بديلا، يضم ضباطا كبارا من الخدمة النظامية والاحتياط، بقيادة نائب رئيس الأركان اللواء تامير ياداي.
وقد بدأ تفعيل هذا المقر البديل في 13 حزيران/ يونيو مع انطلاق الهجوم على إيران، حيث جلس ياداي مع عدد من الجنرالات في موقع سري محصن، بعيدا عن رئيس الأركان وقادة الأسلحة والهيئات المركزية.
جرى تدريب أعضاء "هيئة أركان الظل" مسبقا، واطلاعهم على الخطط الكاملة للمواجهة مع إيران. كان الهدف هو ضمان استمرارية القيادة والقدرة على إدارة العمليات حتى في حال تنفيذ العدو هجوما قاتلا ضد القيادة العليا.
وصُمم المقر البديل ليكون مستقلا ومعزولا عن شبكات الاتصال التقليدية، ما يضمن حمايته من الهجمات الإلكترونية أو الاختراق المادي.
تزامن تفعيل هذا الهيكل مع تهديدات فعلية، إذ حاولت إيران استهداف مواقع القيادة في تل أبيب باستخدام صواريخ دقيقة وطائرات مسيرة.
في إحدى الحالات، سقط صاروخ قرب برج دافنشي ومجمع عزرائيلي. كما ذكرت تقارير أجنبية، بينها صحيفة "التلغراف" البريطانية، محاولات أخرى لاستهداف قواعد مثل معسكر تل نوف.
ورغم هذه الهجمات، لم يتحقق سيناريو "فقدان القيادة بالكامل"، لكن الاستعداد له عكس إدراك الجيش الإسرائيلي لخطورة "حرب 12 يوما" وتعقيداتها.
وبحسب الصحيفة، قادت العملية ضد إيران هيئة الأركان العامة برئاسة إيال زامير، وشارك في إدارتها عدد من كبار الضباط: رئيس مديرية العمليات المنتهية ولايته اللواء عوديد بيوك، رئيس مديرية الاستخبارات اللواء شلومي بيندر، قائد سلاح الجو اللواء تومر بار، وقائد الجبهة الداخلية اللواء رافي ميلو.
وقال زامير لرئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، إن الجيش قادر على إنجاز المهمة رغم التهديدات. وفي ختام العملية، وصف زامير الحرب بأنها "محطة محورية في حملة أمن دولة إسرائيل"، مشيرا إلى أنها اعتمدت على "عشرات الآلاف من ساعات التخطيط وجمع المعلومات والتدريب".
ويطالب الجيش الإسرائيلي حاليا بإقرار عاجل لميزانية خاصة من وزارة المالية، لتمويل شراء أسلحة دقيقة وأنظمة دفاع جوي ووسائل استراتيجية لتعويض المخزون الذي تضرر خلال هذه الحرب وحروب سابقة، مثل المواجهات في غزة.
في الوقت نفسه، تحذر مصادر أمنية إسرائيلية من خطر المماطلة في الموافقة على هذه الميزانية، مما قد يضعف الجاهزية العملياتية.
وتشير التقديرات الاستخباراتية الإسرائيلية إلى أن إيران ستسعى، بعد هذه المواجهة، إلى تعلم الدروس وتعزيز استثماراتها في تطوير الصواريخ بعيدة المدى، التقنيات النووية، والأسلحة غير المتكافئة، بهدف تعزيز قدراتها الرادعة في مواجهة إسرائيل والولايات المتحدة.