خطة أميركية مثيرة للجدل: مخيمات للفلسطينيين بغزة ومصر وقبرص!

2025-07-07
الرابعة نيوز -  كشفت وثائق اطلعت عليها وكالة "رويترز"، عن خطة مثيرة للجدل، تهدف إلى بناء "مناطق عبور إنسانية" واسعة النطاق داخل قطاع غزة وربما خارجه، بتكلفة تتجاوز 2 مليار دولار.
وتهدف الخطة إلى "استبدال سيطرة حماس على السكان" من خلال إنشاء مخيمات مؤقتة وطوعية تتيح للفلسطينيين "الإقامة مؤقتاً، والتخلص من التطرف، وإعادة الاندماج، والاستعداد للانتقال إذا رغبوا في ذلك"، بحسب ما ورد في الوثائق.

وتُنسب الخطة إلى "مؤسسة غزة الإنسانية"، وهي جهة تقدم نفسها كمنظمة إغاثية وتلقى دعماً أميركياً، وقد أُعدت بعد 11 شباط/ فبراير 2024.

مخيمات واسعة النطاق

وتصف الخطة، التي تضم شرائح مؤرخة بتاريخ 11 شباط/ فبراير 2024، بناء مخيمات كبيرة تتسع لمئات الآلاف من الفلسطينيين، على أن تكون جاهزة خلال 90 يوماً من بدء التنفيذ. وتشير الوثائق إلى أن كل مخيم سيضم مرافق متكاملة تشمل غرفة غسيل، مراحيض، ومدرسة. وورد في إحدى الشرائح أن المخيم الأول سيستوعب ألفين و160 شخصاً كبداية.
كما تُظهر الخريطة المرفقة بالعرض أسهماً تشير إلى مواقع محتملة للمخيمات خارج غزة مثل مصر وقبرص ونقاط أخرى تحمل علامة استفهام إلى جانب عبارة "وجهة إضافية؟".
وقال مصدر مطلع على المشروع لـ"رويترز" إن الخطة تتصور إقامة ثمانية مخيمات، "كل منها قادر على إيواء مئات الآلاف من الفلسطينيين". ووفقاً للوثيقة، فإن مؤسسة غزة الإنسانية ستُشرف على جميع الأنشطة المدنية المطلوبة للبناء، إزالة التطرف، والنقل الطوعي المؤقت.

دور إدارة ترامب

ترتبط الخطة بالرؤية التي عبّر عنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب علناً في 4 شباط/ فبراير2024، حين قال إن الولايات المتحدة يجب أن "تسيطر" على غزة و"تعيد بناء القطاع كريفييرا الشرق الأوسط" بعد "إعادة توطين 2 مليون و300 ألف فلسطيني في أماكن أخرى".
وتدعو الخطة، بحسب الشرائح، إلى أن تكون مناطق العبور "مرحلة ثانية" بعد فتح مواقع توزيع الأغذية في غزة، وهي خطوة بدأت بها "مؤسسة غزة الإنسانية" فعلياً في أواخر أيار/مايو 2024. وتشير الوثائق إلى أن الهدف هو "كسب ثقة السكان المحليين وتسهيل رؤية ترامب لغزة".
ونفت "مؤسسة غزة الإنسانية" تقديمها أي مقترح من هذا النوع، قائلة: "الشرائح ليست وثيقة تابعة لصندوق الإغاثة العالمي.. درسنا مجموعة من الخيارات النظرية لإيصال المساعدات بأمان إلى غزة، لكننا لا نخطط أو ننفذ مناطق عبور إنسانية".
كما نفى متحدث باسم شركة "SRS"، المتعاقدة مع المؤسسة، أي علاقة بالخطة، وقال: "لم نجرِ أي مناقشات مع مؤسسة غزة بشأن تقييمات الأثر الصحي، ومرحلتنا التالية هي توفير الطعام لمزيد من الناس. أي تلميح بخلاف ذلك خاطئ تماماً ويشوّه نطاق عملياتنا". ومع ذلك، ورد اسم "مؤسسة غزة الإنسانية" على غلاف الوثيقة واسم "SRS" على العديد من الشرائح.

انتقادات ومخاوف إنسانية

وأعربت منظمات إنسانية عن قلقها من فكرة المشروع وما قد ينجم عنه من تهجير قسري. وقال رئيس منظمة اللاجئين الدولية والمسؤول السابق في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية جيريمي كونينديك، لـ"رويترز": "لا يوجد شيء اسمه النزوح الطوعي بين السكان الذين كانوا تحت قصف مستمر لمدة عامين تقريباً وانقطعت عنهم المساعدات الأساسية".
كما وصفت الأمم المتحدة، عمليات "مؤسسة غزة الإنسانية"، بأنها "غير آمنة بطبيعتها وتنتهك قواعد الحياد الإنساني"، مشيرة إلى تسجيل ما لا يقل عن 613 حالة قتل في نقاط إغاثة أو قوافل إنسانية تديرها المؤسسة أو قربها.
وكانت حماس قد رفضت المقترح بشدة، وقال مدير مكتب الإعلام الحكومي في غزة إسماعيل الثوابتة: "نرفض رفضاً قاطعاً مؤسسة التمويل الإنساني. إنها ليست منظمة إغاثة بل أداة استخباراتية وأمنية تابعة للاحتلال الإسرائيلي وتعمل تحت غطاء إنساني زائف".

عقبات مالية

وقال مصدر عمل على المشروع إن الخطة لم تتقدم بسبب نقص التمويل. فيما أكدت "رويترز"، أن "مؤسسة غزة الإنسانية"، حاولت إنشاء حساب مصرفي سويسري لجمع التبرعات، لكن مؤسسات مالية مثل "يو بي إس" و"غولدمان ساكس" رفضت التعاون.
وتأتي هذه الخطة في سياق استمرار الحرب في غزة، التي أدت حسب وزارة الصحة في غزة إلى سقوط أكثر من 57 ألف فلسطيني، وتسببت بنزوح داخلي شبه كامل لسكان القطاع البالغ عددهم 2 مليون و300 ألف نسمة، وسط أزمة جوع خانقة.

وقت آخر تعديل: 2025-07-07 21:09:18