الرابعة نيوز_
نفذ الجيش الإسرائيلي عملية جديدة سميت "الراية السوداء"، استهدفت عدة مواقع استراتيجية للحوثيين. وأوضح وزير الأمن الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أن العملية جاءت لتؤكد أن "قانون اليمن هو نفسه قانون طهران"، متوعدا الحوثيين بدفع "ثمن باهظ" على أفعالهم.
ذكرت مصادر إسرائيلية أن الخيار الأرجح لوقف هجمات الحوثيين من اليمن على إسرائيل هو التوصل إلى اتفاق لوقف القتال في قطاع غزة، وذلك بحسب ما أفادت صحيفة "هآرتس"، الثلاثاء.
وتدرس إسرائيل عدة سيناريوهات لتحقيق تهدئة على هذه الجبهة، من بينها استمرار الاستنزاف العسكري ضد الحوثيين، التوصل إلى تفاهم سياسي مع إيران، أو حتى تشجيع الحكومة اليمنية على التحرك ضد الجماعة، رغم أن هذا المسار يبدو غير واضح الآفاق.
بحسب المصادر الإسرائيلية، فإن أكثر السيناريوهات واقعية هو التوصل إلى اتفاق مع حركة حماس أو حتى مع إيران بشكل مباشر أو غير مباشر، يشمل صراحة أو ضمنا وقف إطلاق النار من اليمن.
ويستدل المسؤولون الإسرائيليون على ذلك بتصريحات سابقة للمتحدث العسكري باسم الحوثيين، يحيى سريع، الذي أكد أن إطلاق النار على إسرائيل هدفه "مساعدة سكان غزة"، مشيرين إلى أن الجماعة كانت قد جمدت هجماتها في فترات صفقات تبادل الأسرى حين أوقف الجيش الإسرائيلي عملياته.
مع ذلك، ترى إسرائيل صعوبة في الاعتماد على حل طويل الأمد من خلال وقف الحرب في غزة وحدها. ونقل مصدر مطلع على مداولات القيادة السياسية الإسرائيلية قوله: "أكد الحوثيون أنهم سيوقفون إطلاق النار إذا تحقق هدفهم وهو إنهاء الحرب في غزة. لكن لا يمكن الوثوق بكلامهم. فهم ليسوا حتى مثل حزب الله الذي يتخذ قراراته وفق اعتبارات واضحة". كما حذر المصدر من خطر استئناف الحوثيين هجماتهم مع أي تصعيد مستقبلي في الضفة الغربية أو غزة، أو بسبب أحداث في المسجد الأقصى.
وتعتقد إسرائيل أن التوصل إلى تفاهم مع إيران، كجزء من جهود الحوار التي تقودها الولايات المتحدة، قد يساعد أيضا في وقف إطلاق النار من اليمن.
وقال مصدر سياسي لصحيفة "هآرتس": "كما هو الحال مع أي تنظيم تابع لإيران، فإن نقطة البداية هي التوصل إلى حل مع طهران لوقف إطلاق النار من اليمن".
ومع ذلك، لا تزال هناك شكوك كبيرة في إمكانية صياغة اتفاق يُلزم الحوثيين فعلاً أو في معرفة موعد تنفيذه.
وحتى ذلك الحين، ترى إسرائيل أن الوسيلة المتاحة لها هي استمرار الهجمات على أهداف استراتيجية في عمق اليمن، رغم أن المصادر نفسها تُقر بأن هذه الاستراتيجية قد لا تكون فعالة تمامًا.
وأوضح مصدر أمني: "الحوثيون عدو لا يستهان به. فشلنا على مر السنين في وقف أنشطتهم. هم ليسوا مجرد عدو متخف، بل يمتلكون صواريخ إيرانية متطورة، ويرافق خبراء عمليات الإطلاق لضمان دقة الضربة التالية".
رغم نجاح أنظمة الدفاع الإسرائيلية في اعتراض معظم الصواريخ والطائرات المسيرة القادمة من اليمن، يرى المسؤولون أن استمرار الهجمات يمثل خطرا كبيرا، ليس فقط بقتل مدنيين كما حدث في يوليو 2024 حين قتل إسرائيلي في هجوم بطائرة مسيرة في تل أبيب، بل أيضا من خلال إلحاق أضرار بالبنية التحتية وتهديد حركة الطيران، كما حدث في مايو الماضي عندما سقط صاروخ باليستي قرب مطار بن غوريون وتسبب في موجة إلغاءات واسعة للرحلات الجوية.
وفي إطار هذه المواجهة، كثفت إسرائيل في الأشهر الأخيرة عملياتها الاستخبارية وضرباتها في عمق اليمن.
وأمس الإثنين، نفذ الجيش الإسرائيلي عملية جديدة سميت "الراية السوداء"، استهدفت عدة مواقع استراتيجية للحوثيين. وأوضح وزير الأمن الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أن العملية جاءت لتؤكد أن "قانون اليمن هو نفسه قانون طهران"، متوعدا الحوثيين بدفع "ثمن باهظ" على أفعالهم.
ويبقى السؤال مفتوحا، بحسب المصادر الإسرائيلية، حول ما إذا كانت هذه الاستراتيجية ستنجح حقا في الحد من قدرات الحوثيين ومنعهم من مواصلة هجماتهم على إسرائيل في المستقبل.