الرابعة نيوز_أعلن الصحفي الفلسطيني وديع أبو السعود، مراسل قناة اليمن في شمال قطاع غزة، عن دخوله في إضراب مفتوح عن الطعام، احتجاجاً على سياسة التجويع التي يواجهها سكان القطاع، وتضامناً مع آلاف الأطفال والنساء الذين يعانون من الجوع الشديد وسط حرب مستمرة منذ ما يزيد عن تسعة عشر شهرًا.
ويخوض أبو السعود إضرابه منذ ثلاثة أيام متتالية، مكتفياً فقط بشرب الماء والملح، في خطوة وصفها بأنها "صرخة ضمير" في وجه العالم الصامت تجاه المجازر والمجاعة التي يعيشها الناس في غزة، وخاصة في شمال القطاع.
وقال أبو السعود: "لا يمكنني أن أتناول الطعام وهناك أطفال يموتون من الجوع. رأيت امرأة مسنة تسقط أمامي وتموت من الجوع. رأيت إمرأة حامل تموت هي و جنينها أيضا بسبب الجوع. هذا أمر لا يحتمل، وهو ما دفعني لإعلان الإضراب".
وأضاف: "فقدت منزلي وسيارتي، واستشهد والدي وشقيقي، لكن كل ذلك لا يساوي شيئاً أمام مشهد طفل يموت من الجوع أمام عيني، وأنا عاجز عن مساعدته. نحن كصحفيين لسنا فقط ناقلي أخبار، نحن جزء من هذا الشعب ويجب أن نتحمل المسؤولية الأخلاقية والإنسانية".
ويؤكد الصحفي الغزي أن إضرابه سيستمر إلى أن تدخل المساعدات الغذائية لجميع السكان في غزة، قائلاً: "لن أتوقف حتى أرى أصغر طفل في غزة يأكل. إن استمر الإضراب شهراً أو عاماً، سأستمر".
ويشير أبو السعود إلى أنه أطلق مبادرة "حراك الأمعاء الخاوية" برفقة زميليه المصورين محمد عليان ويوسف اللولو، لعلّها تحرّك ضمير المجتمع الدولي، وتدفع باتجاه إنهاء سياسة الحصار والتجويع، التي وصفها بأنها "جريمة تطهير عرقي يرتكبها الإحتلال بحق الشعب الفلسطيني".
يعيش أبو السعود ظروفًا صحية صعبة، ويعاني من الضعف والهزالان ، ما أثر على قدرته على ممارسة عمله الصحفي المعتاد، خاصة في ظل استمرار الاستهدافات. لكنه يرفض التراجع عن قراره، معتبرًا أن الرسالة الإنسانية فوق كل اعتبار.
و على الرغم من ضغوط العائلة والأصدقاء، الذين اعتبروا خطوته مخاطرة بالحياة، يصر وديع على أن "الموت من أجل قضية عادلة ليس انتحارًا، بل موقف شريف... مضيفا" والله لن يحاسبني إن متّ من الجوع، بل سيحاسبني إن خذلت شعبي".
وختم حديثه بالقول:
"نحن بشر، نريد فقط أن نعيش. يجب أن يراني العالم كإنسان، كما يرى غيري. وإذا بقي الصمت، فسيبقى هذا الإضراب قائمًا حتى يصل صوت غزة للعالم".