الرابعة نيوز- أكد المحلل السياسي نزار نزال أن تصريحات المبعوث الأمريكي ويتكوف، وانسحاب الوفدين الإسرائيلي والأمريكي من مفاوضات الدوحة، لا تمثل قطيعة حقيقية، بل تدخل في إطار "تصعيد تفاوضي" محسوب يهدف إلى الضغط على المقاومة الفلسطينية لتحقيق تنازلات في ملف الأسرى.
وأوضح نزال أن هذا الانسحاب جاء رغم ما وصفه الوسطاء بـ"الرد الإيجابي" من حركة حماس، ما يدلل – بحسبه – على أن الخطوة الإسرائيلية الأمريكية تأتي في إطار تكتيك تفاوضي وإعلامي يهدف إلى شراء الوقت وفرض وقائع تفاوضية جديدة.
وأضاف أن تصريحات ويتكوف، التي وصف فيها حماس بالأنانية، تهدف إلى إحداث شرخ بين الحركة و حاضنتها الشعبية في غزة، وتصويرها كطرف يسعى لمصالحه الفئوية على حساب الشعب الفلسطيني.
وأشار إلى أن إسرائيل لا تملك بدائل حقيقية للمفاوضات بعد فشلها العسكري على مدار أكثر من 22 شهرًا من الحرب، كما أن الموقف الأمريكي ليس متحولًا كما يُروّج، بل هو استمرار للاصطفاف الكامل مع تل أبيب، منذ ما قبل 7 أكتوبر، بما يخدم "مشروع الشرق الأوسط الجديد" الذي أُعلن عنه سابقًا.
و حذر نزال من أن التحركات الأميركية – الإسرائيلية تسير نحو إحياء مضمون صفقة القرن القديمة، لا سيما ما يتعلق بالتهجير وتغيير الواقع الجغرافي والديمغرافي في غزة:
"هناك محاولة لإعادة تسويق غزة كمكان للاستثمار والمنتجعات، بعد تفريغها من سكانها بالقصف والمجاعة والضغط المتواصل، والمقاومة تعي هذا جيدًا وترفضه تمامًا."
ولفت إلى أن حركة حماس تدرك تمامًا أهمية ورقتي قوتها: السلاح وملف الأسرى، وترفض التفريط بأي منهما دون مقابل سياسي واضح، يتضمن وقف الحرب وانسحاب الاحتلال من القطاع، مؤكدًا أن الحركة لا تمتلك قوة جوية أو مدفعية، لكنها تتمتع بإرادة سياسية مقاومة ومؤدلجة، وتُرحب بأي مبادرة تنسجم مع تطلعات شعبها.
وشدد على أن ما يجري ليس فشلًا للمفاوضات، وإنما "انسداد مؤقت"، وأن المفاوضات ستُستأنف قريبًا لأن إسرائيل لا تملك خيارات أخرى، خاصة أن قضية إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين باتت أولوية لدى حكومة نتنياهو.
وفي السياق ذاته، قال نزال إن دخول الكنيست الإسرائيلي في عطلته الصيفية يُعد فرصة مناسبة لنتنياهو للتحرر من الضغوط السياسية الداخلية، وقد يُستخدم هذا التوقيت لتوقيع اتفاق هدنة مؤقتة لمدة 60 يومًا، تنتهي تزامنًا مع عودة الكنيست إلى العمل.
وحذر نزال من أن انعكاسات الوضع التفاوضي على سكان غزة ستكون كارثية، حيث يواجه نحو 300 ألف مسن و650 ألف طفل خطر الموت أو المجاعة، مضيفًا أن "إسرائيل تسعى عبر الجوع والنزوح المتكرر إلى تقليص عدد سكان القطاع بشكل غير معلن".
وفي ختام حديثه، شدد نزار نزال على أن المقاومة الفلسطينية ما زالت تراهن على خيار المفاوضات، لكنها ترفض القبول بأي صفقة لا تُحقق الحد الأدنى من مطالب الشعب الفلسطيني، معتبرًا أن تصريحات ويتكوف "مناورة تفاوضية لا أكثر"، وأن إسرائيل ستعود قريبًا إلى طاولة الحوار.