الرابعة نيوز- في الوقت الذي تعاني فيه غزة من واحدة من أسوأ المجاعات في تاريخها الحديث، تكشف بيانات رسمية إسرائيلية عن تدفّق ملايين الدولارات من المنتجات الغذائية من دول عربية مُطبّعة إلى إسرائيل خلال شهر يونيو 2025، في مشهد يثير صدمة واسعة وتساؤلات أخلاقية حادّة.

بحسب تحليل نشره موقع عربي بوست استنادًا إلى بيانات صادرة عن "المكتب المركزي الإسرائيلي للإحصاء"، بلغت قيمة الصادرات الغذائية من الدول العربية المُطبّعة إلى إسرائيل 8.16 مليون دولار في يونيو الماضي، تزامنًا مع تقارير أممية تحذّر من مجاعة وشيكة تحصد أرواح المدنيين في قطاع غزة.

أبرز المصدّرين:

تربعت مصر على رأس قائمة الدول العربية المُصدّرة بإجمالي 3.8 مليون دولار من المنتجات الغذائية، تلتها المغرب بـ2.5 مليون دولار، ثم الإمارات بـ1.04 مليون، فيما بلغت صادرات الأردن 672 ألف دولار، والبحرين 47 ألف دولار فقط.

الصادرات شملت 76 صنفاً غذائياً من بينها الحبوب، الفواكه، الخضروات، السكريات، الأسماك، والمنتجات المعلبة. وفي الوقت الذي كانت أمعاء أطفال غزة خاوية، كانت هذه المواد الغذائية تصل إلى الأسواق الإسرائيلية دون انقطاع.

صادرات رغم التجميد الرسمي:

رغم إعلان الحكومة الأردنية وقف التصدير إلى إسرائيل منذ 2024، إلا أن البيانات الإسرائيلية أظهرت تدفق أكثر من 791 طناً من الطماطم والفلفل من الأردن إلى إسرائيل خلال يونيو ويوليو 2025، وهو ما يعكس وجود نشاط واسع للقطاع الخاص.
وزير الزراعة الأردني أقرّ بعدم وجود "آلية قانونية" لمنع تلك الصادرات، مطالبًا التجار بـ"التحلي بالأخلاق".

مأساة في غزة:

في المقابل، تشير تقارير الأمم المتحدة وبرنامج الغذاء العالمي إلى أن أكثر من 500 ألف شخص في غزة يعانون ظروفًا تشبه المجاعة، مع تضاعف حالات سوء التغذية الحاد لدى الأطفال أربع مرات خلال شهرين.
وزارة الصحة الفلسطينية أعلنت عن وفاة 154 شخصًا بسبب الجوع حتى نهاية يوليو، بينهم 89 طفلًا، فيما قُتل أكثر من 1300 فلسطيني أثناء محاولاتهم الحصول على المساعدات من مناطق الإسقاط الجوي.

موجة غضب وانتقادات:

تواجه الدول العربية التي تواصل التعامل التجاري مع إسرائيل انتقادات واسعة من الشارع العربي، خصوصًا في ظل استمرار المجازر والقصف في القطاع.
وبرغم محاولات تلك الدول ترميم صورتها من خلال عمليات إنزال جوي للمساعدات الإنسانية، إلا أن الأمم المتحدة أكدت أن هذه الإجراءات "غير كافية" ولا يمكنها أن تمنع المجاعة المتفاقمة.