إسرائيل تنشئ وحدة اعلامية لتبرير أفعالها أمام العالم

2025-08-12
الرابعة نيوز_قال الصحفي الاستقصائي الإسرائيلي يوفال أفراهام تعقيبًا على اغتيال الصحفي أنس الشريف مراسل الجزيرة في قطاع غزة:

- بعد السابع من أكتوبر، أُنشئ في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان" فريق سُمّي "خلية الشرعية". كان يضم عناصر استخبارات يبحثون عن معلومات تساعد على منح "شرعية" لأفعال الجيش في غزة، مثل: إطلاق صواريخ فاشلة لحماس، استخدام الدروع البشرية، استغلال السكان المدنيين، وكل ما تعرفونه.

- كانت المهمة الرئيسية لخلية الشرعية هي العثور على صحفيين غزيين يمكن تقديمهم في الإعلام كعناصر في حماس متخفين. بحثوا بشكل نشط عن صحفيين بهذه الصفة، وأمضوا أيامًا كاملة في الأمر، ولم يجدوا.

- لماذا البحث عن صحفي متخفٍ؟ على حد فهمي، لأن ذلك يمنح "شرعية" إعلامية للقتل القائم للصحفيين بشكل عام. فكما يكفي عرض مستشفى واحد كمقر لحماس لتبرير تدمير النظام الصحي بأكمله، يكفي إطلاق صاروخ فاشل واحد لحماس أصاب مدنيين، ثم يمكن الزعم بأن كل مقتل للمدنيين هو بسبب حماس. إنها طريقة زرع الشك لتبرير الفظائع. العثور على صحفي كعنصر متخفٍ يُبيّض قتل جميع الصحفيين الآخرين.

- قتل الجيش الإسرائيلي الليلة الماضية أربعة صحفيين في غزة. وقد اعترف أن الهدف كان أنس الشريف. خلال العامين الأخيرين، قام الشريف بعمل صحفي منهجي وشجاع، يوثّق للعالم أجمع الإبادة التي يتعرض لها شعبه، بينما كانت معظم الصحافة الإسرائيلية تُطبّع القتل الجماعي والتجويع والتدمير وتخون مهنتها.

- والخيانة مستمرة الآن في العناوين التي تنقل خبر مقتل الشريف وتتبنى بالكامل بيان الناطق باسم الجيش الإسرائيلي. الجيش عرض وثائق يزعم فيها أن الشريف انضم إلى حماس عام 2013 عندما كان عمره 17 عامًا. أي صحفي لا يشكك في بيانات الناطق باسم الجيش في هذه المرحلة، بعد أكاذيب لا تُحصى، فإنه يخون مهنته.

- لكن حتى لو افترضنا أن هذا صحيح، فهذا لا يغير شيئًا، إذ وفق هذا المنطق، فإن الغالبية العظمى من الصحفيين في إسرائيل، إذا وُجد أي مستند يُظهر أنهم خدموا في الجيش أو أدوا خدمة الاحتياط يوماً ما، يصبحون أهدافًا مشروعة للتصفية. موقعه كان معروفًا منذ أشهر، فلماذا قتلوه الآن؟ عشية خطط احتلال مدينة غزة؟ الجواب واضح.

- أعتقد أن إسرائيل قتلت أنس الشريف لمجرد أنه صحفي. الوثائق كانت وسيلة. ولذات السبب الذي جعلهم يبحثون بنشاط عن صحفيين يمكن تقديمهم كعناصر في حماس، من أجل منح "شرعية" لقتل الصحفيين بشكل عام، أي نحو 230 صحفيًا قتلتهم إسرائيل في غزة منذ السابع من أكتوبر. ولذات السبب يُمنع دخول وسائل الإعلام الدولية إلى غزة: حتى يشاهد العالم أقل قدر ممكن من الجرائم.

وقت آخر تعديل: 2025-08-12 12:36:27