الرابعة نيوز_سعدية عبيد: على بعد أمتار قليلة من البحر. نشأ طه رأفت بكر (36 عامًا) كان البحر صديق طفولته، ونافذة أحلامه. ومنه بدأ رحلة شغفه برياضة ركوب الأمواج، التي مارسها منذ أكثر من 20 عامًا رغم شُح الإمكانيات والحصار.
من أبواب الثلاجات إلى ألواح التزلج
بدايات طه كانت بسيطة. مع أصدقائه صنع ألواحًا من أبواب ثلاجات تالفة وقطع فلين غير صالحة. وفي إحدى المرات، شاهدهم وفد أجنبي، فزوّدهم بألواح وبدلات سباحة، لتبدأ مرحلة جديدة من الحلم.
يقول طه: "صرنا ننزل يوميًا، نتابع فيديوهات الأبطال العالميين على يوتيوب ونقلدهم. شيئًا فشيئًا صرنا نتمكن من هذه الرياضة."
منقذ ومدرّب أطفال
عام 2005 حصل على شهادة منقذ بحري، وبدأ بتدريب عشرات الأطفال والشباب على ركوب الأمواج. لم يكن الأمر سهلًا، فغزة بلا محلات رياضية متخصصة، والاحتلال يمنع دخول المعدات. ومع ذلك، تمكن طه مع رفاقه من صناعة جيل جديد من الهواة بلغ عددهم نحو 50 متزلجًا.
الحرب تخطف الأحلام
الحلم لم يكتمل. بعض رفاق طه استشهدوا، آخرون أصيبوا أو نزحوا. أما هو، فظل متمسكًا بالبحر. حتى حين دُمّر منزله في الحرب الجارية ، شعر بسعادة أنه وجد لوح تزلجه في بيت أهله ما زال صالحًا. كان بالنسبة له رمزًا لبقاء الأمل.
الرصاصة التي غيّرت كل شيء
في 30 يوليو، وأثناء توثيقه كمصور صحفي ازدحام الأهالي للحصول على مساعدات غذائية بعد إرتفاع سعر الطحين و شح المواد الغذائية. أطلق جندي إسرائيلي رصاصة متفجرة أصابته مباشرة في ركبته.
"نظرت لقدمي وبكيت. خفت أن أصبح عاجزًا. هذه الرياضة تعتمد على قوة الساقين، وأنا الآن لا أستطيع الحركة منذ يوم إصابتي."
زرع الأطباء بلاتين في ساقه، لكن حالته تحتاج لعملية جراحية معقدة في الخارج لتركيب أسطوانات تساعد على إعادة بناء العظم المتهتك. التأخير يعني خطر فقدان الحركة نهائيًا.
بين الألم والأمل
رغم الإصابة، لم يفقد طه حلمه: "صار حلمي اليوم أن أتعافى وأقف على قدمي. أريد أن أعود إلى البحر وأعلم الأطفال ركوب الأمواج. ما زلت أحلم أن أرفع علم فلسطين في محفل دولي."
رسالته إلى العالم واضحة: "نحن شعب يستحق الحياة. نحب الرياضة كما تحبونها. نحب العمل، ونحب البحر. ساعدونا لنعيش بسلام، وساعدوني لأتلقى علاجي قبل فوات الأوان."