استهداف الصحفيين في غزة: منهجية إسرائيلية لكتم الحقيقة

2025-08-26
الرابعة نيوز_سعدية عبيد: في أعقاب المجزرة التي وقعت داخل مجمع ناصر الطبي في خان يونس، وأسفرت عن استشهاد عدد من الصحفيين أثناء تغطيتهم المباشرة للعدوان، أكد المحلل السياسي نزار نزال أن استهداف الإعلاميين لم يعد مجرد "خطأ عرضي"، بل أصبح نهجاً إسرائيلياً واضحاً يهدف إلى إخفاء الحقائق ومنع وصول الصورة إلى العالم. 

وقال نزال في تعقيبه على ما جرى: 

"إسرائيل لا تستهدف فقط صحافة محلية، بل حتى مراسلين يعملون لصالح وكالات أنباء دولية وازنة . وهذا يعني أنها مقبلة على ارتكاب مذابح ومشاهد لا تريد لها أن تخرج إلى العلن، خصوصاً في ظل الغليان الشعبي داخل أوروبا." 

لجنة تحقيق لدفن القضية 

وأشار نزال إلى أن الحديث المتكرر عن تشكيل لجان تحقيق ما هو إلا وسيلة إسرائيلية لطمس الحقيقة: 

"كل قضية تريد إسرائيل إخفاءها تُحال إلى لجنة تحقيق، والنتيجة دائماً واحدة: تمييع وتذويب الجريمة، كما حصل في جرائم سابقة عديدة." 

غياب الحماية والدعم الدولي 

ويرى نزال أنه لا توجد أي ضمانات أو حماية للصحفيين في ظل "الدعم الأميركي غير المحدود، والتواطؤ الغربي الواضح، والعجز العربي الجلي"، مضيفاً أن حتى المؤسسات الإعلامية الكبرى "تنصّلت من مسؤولياتها تجاه طواقمها، وتركتهم عرضة للقتل بلا حساب". 

سجل طويل من الجرائم بلا عقاب 

ذكّر نزال بعدد من الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل أمام عدسات الكاميرات ولم يعقبها أي إجراء عملي دولي: 

* قصف مستشفى المعمداني في غزة وقتل أكثر من 480 شخصاً. 

* اغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة مراسلة الجزيرة في جنين. 

* استهداف متكرر للطواقم الطبية والإعلامية "في وضح النهار وعلى الهواء مباشرة". 

إسرائيل فوق القانون الدولي 

واختتم نزال حديثه بالتأكيد على أن إسرائيل "جسم خارج نواميس القانون الدولي"، فهي "دولة نشأت كجزء أصيل من مشروع استعماري عالمي، وتتمتع بغطاء أميركي يحميها من أي ملاحقة أو محاسبة قضائية، حتى في المحاكم الدولية." 

"ما يحدث اليوم في غزة هو استمرار لمسلسل طويل من الجرائم الإسرائيلية، حيث لا تُقابل عمليات القتل سوى بالاستنكار اللفظي ولجان تحقيق شكلية، بينما تستمر آلة الحرب الإسرائيلية في استهداف كل ما يتحرك، بما في ذلك حراس الحقيقة من الصحفيين."

وقت آخر تعديل: 2025-08-26 13:14:00