"الخروف يتحول إلى دبابة".. الاستيطان الرعوي يلتهم مسافر يطا

2025-09-14
الرابعة نيوز_قال نضال يونس، رئيس مجلس قروي مسافر يطا، إن عصابات المستوطنين حوّلوا "الخروف"، الذي يُفترض أن يكون رمزًا للوداعة، إلى أداة قمع وتوسّع استيطاني، تشبه الى حد كبير "الدبابة".

وأضاف:"بدأوا برعي المزروعات الشتوية، ثم انتقلوا إلى أشجار اللوز والزيتون، واليوم لم يعد مستبعدًا أن تدخل "دباباتهم" خرافهم إلى مطابخنا وغرف نومنا".

وأشار يونس إلى أن المستوطنين لا يكتفون برعي الأغنام على أراضي المواطنين، بل يقومون بسرقة مواشيهم، واحتلال الحظائر، مضيفًا: "رأيناهم يدخلون خرافهم إلى معالفنا، ويستخدمون ممتلكاتنا للرعي والشرب وحتى النوم، وكأن الأرض لم تعد لنا."

واعتبر أن هذا النمط من الاستيطان يُمارَس كـ"تهجير ناعم" يُغلف بالعنف، ويهدف إلى السيطرة على الأرض دون الحاجة إلى قرارات رسمية أو أوامر عسكرية، بل عبر خلق واقع جديد بالقوة.


اصابة مواطنين خلال هجوم لعصابات المستوطنين على خلة الضبع بمسافر يطا (أرشيف)
اصابة مواطنين خلال هجوم لعصابات المستوطنين على خلة الضبع بمسافر يطا (أرشيف)
تشهد منطقة مسافر يطا جنوب محافظة الخليل تصعيدا خطيرا في وتيرة الاعتداءات التي تنفذها مجموعات المستوطنين الإسرائيليين، في ظل توسع ما يُعرف بـ"الاستيطان الرعوي" الذي بات يشكل خطرا مباشرا على حياة الفلسطينيين وأراضيهم ووجودهم في المنطقة.

في الأسابيع الأخيرة، وثّق ناشطون محليون وأجانب، عددا متزايدا من اعتداءات المستوطنين على المزارعين والرعاة في خرب وقرى: التوانة، أم الخير، الركيز، وخلة الضبع، حيث تم رصد حالات ضرب، تهديد بالسلاح، وإطلاق نار من مسافة صفر.

من بين هذه الاعتداءات، إصابة المسن الشيخ سعيد العمور، الذي أطلق عليه مستوطن النار من مسافة صفر ما أدى إلى إصابة خطرة في ساقه اليمنى وبترت قدمه فيما بعد.


اصابة المسن سعيد العمور برصاص مستوطن وتم بتر قدمه اليمنى فيما بعد
كما استشهد عودة محمد خليل الهذالين (31 عامًا) برصاص مستوطن أثناء تصويره فيديو توثيقي لاعتداء مستوطن يقود جرافة على أراضي المواطنين في خربة أم الخير. وقد وثق الشهيد عودة الهذالين عملية اطلاق النار عليه.


الشهيد عودة الهذالين، استشهد برصاص مستوطن وقد وثق بكاميرته عملية قتله
من جانبه، قال الناشط الإعلامي في مسافر يطا، أسامة مخامرة: "عصابات المستوطنين ترعى أغنامهم على أراضينا، وإذا اقتربنا نُضرب أو نُطرد أو نُعتقل، ونخشى أن نُقتل من قبل الجيش أو المستوطنين، كما حدث مع الشهيد عودة الهذالين، الذي قتله مستوطن بدم بارد، والمحكمة الإسرائيلية أخلت سبيله."

تشير تقارير إلى أن عشرات "البؤر الرعوية" أقيمت في الضفة الغربية خلال السنوات الثلاث الأخيرة، أكثر من نصفها في مناطق جنوب الخليل، وخصوصا في مسافر يطا. ويتمتع المستوطنون فيها بدعم لوجستي وبنية تحتية توفرها حكومة الاحتلال بشكل مباشر أو غير مباشر.


مستوطن مسلح يرعى اغنامه في أراضي المواطنين بمسافر يطا
وقال رئيس مجلس قروي مسافر يطا، نضال يونس: "الاستيطان الرعوي هو الوجه الأخطر للاستيطان، لأنه لا يأتي بالجرافات، بل بالماشية والعنف، والهدف واضح: السيطرة على الأرض وإرغام أهلها على الرحيل".

تُصنف معظم أراضي مسافر يطا ضمن ما تسميه سلطات الاحتلال "منطقة إطلاق نار 918"، وهي ذريعة تُستخدم لتبرير الهدم والتهجير. وقد صدرت أوامر بإخلاء 12 قرية في المنطقة، ويواجه آلاف السكان خطر الإخلاء القسري عن أراضيهم، في أي لحظة، رغم إقامتهم فيها منذ عقود طويلة.

منظمات فلسطينية ودولية، منها "هيومن رايتس ووتش" و"منظمة العفو الدولية"، دعت المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لوقف الاستيطان الرعوي وجرائم المستوطنين. كما دعت السلطة الفلسطينية إلى توثيق الانتهاكات بشكل قانوني تمهيدا لتحريك ملفات في محكمة الجنايات الدولية.


منظر عام لخربة ام الخير في مسافر يطا
وزاد يونس في حديثه: "في وقت ينشغل فيه العالم بأحداث متسارعة، يعيش سكان مسافر يطا صراعا يوميا من أجل البقاء في أرضهم. وتبقى الحاجة ملحة لتحرك سياسي وقانوني وشعبي يحمي هذا الجزء من الوطن، من أن يتحول إلى امتداد صامت للاستيطان، تحت اسم "الرعي".



وقت آخر تعديل: 2025-09-14 13:29:20