الرابعة نيوز - غزة_سعدية عبيد: في ظل التحولات السياسية المتسارعة على الساحة الدولية، اعتبر المحلل السياسي نزار نزال أن سلسلة الاعترافات الأخيرة بدولة فلسطين، والتي شملت دولاً كبرى مثل فرنسا وأستراليا، جاءت نتيجة ضغط شعبي متصاعد و"تحول دراماتيكي" في المزاج العام داخل هذه المجتمعات، لا سيما بعد الأحداث الدامية في قطاع غزة. 

ضغط الشارع يغير المعادلات 

ويرى نزال أن هذه الاعترافات لم تكن وليدة موقف سياسي نخبوي بقدر ما كانت استجابة مباشرة لنبرة الشارع الأوروبي والأسترالي، حيث خشيت الأحزاب الحاكمة من فقدان قاعدتها الجماهيرية، فذهبت إلى الاعتراف بدولة فلسطين "حفاظاً على مصالحها السياسية". 

التحول الأوروبي ليس رمزياً 

وفيما يتعلق بجدية هذه الخطوة، يؤكد نزال أن الاعترافات لن تقتصر على البعد الرمزي، بل قد تتبعها إجراءات ملموسة ضد إسرائيل، مثل مراجعة اتفاقيات الشراكة، وفرض قيود على التأشيرات، وحتى تقليص التعاون الدبلوماسي والأمني. 

ويضيف: "التحول الدراماتيكي في السياسة الأوروبية ليس شكلياً... هناك بالفعل توجه لاتخاذ مواقف عملية قد تزعج إسرائيل بشكل كبير". 

غزة في قلب التحول 

يربط نزال هذا التحول بوضوح بما يجري في غزة، قائلاً إن "القتل الهستيري" والتصعيد الإسرائيلي خلال الأشهر الماضية، والتي أسفرت عن سقوط أكثر من 65 ألف شهيد وآلاف الجرحى، كانت الشرارة الحقيقية لهذا التغيير. وأضاف أن الشارع هو من حرّك النخب السياسية، وليس العكس. 

قلق إسرائيلي متزايد 

يشير نزال إلى أن إسرائيل تشعر بقلق حقيقي من هذه الاعترافات، حيث قد تدفعها إلى إجراءات مضادة في الضفة الغربية مثل توسيع الاستيطان، إعلان السيادة، وحتى ضم مناطق جديدة، مع دعم أمريكي محتمل. كما لفت إلى إمكانية أن تتحول الضفة إلى ما يشبه "دولة البوابات"، في إشارة إلى تشديد الإجراءات الأمنية والعسكرية الإسرائيلية فيها. 

آفاق فلسطينية جديدة 

من الجانب الفلسطيني، يرى نزال أن هذه التطورات قد تفتح الباب أمام تحركات دبلوماسية جديدة، أبرزها السعي لرفع مكانة فلسطين داخل الأمم المتحدة من "دولة مراقبة" إلى "دولة كاملة العضوية". ويضيف: "الاعتراف بدولة فلسطين من قبل هذه الدول يعني ضمنياً أن إسرائيل أصبحت قوة احتلال لأراضي دولة ذات سيادة، وليس فقط كياناً محتلًا لأرض متنازع عليها". 

موجة اعترافات قادمة 

ويختم نزار نزال حديثه بالتأكيد على أن هذه الاعترافات تشكّل "تسونامي دبلوماسي" سيفتح شهية العديد من الدول حول العالم للاعتراف بفلسطين، ما يعزز من عزل إسرائيل سياسياً ويضعها تحت ضغط متزايد في المحافل الدولية.