الرابعة نيوز- طالب ثلاثة وزراء خارجية سابقين في الدانمارك بلدهم ودول الاتحاد الأوروبي بأن "يأخذوا زمام المبادرة ويدعموا زعيماً فلسطينياً جديداً يتمتع بشرعية شعبية واسعة، والخيار الواضح هو مروان البرغوثي" (القيادي في حركة فتح معتقل منذ 2002 ومحكوم بالمؤبد خمس مرات في سجون الاحتلال الإسرائيلي)، وذلك بوصفه "مانديلا فلسطين". وجاءت مطالبة الوزراء السابقين، وهم موينز لوكاتوفت (من يسار الوسط الحزب الاجتماعي الديمقراطي) وفيلي سوندال (من اليسار في الحزب الشعبي الاشتراكي) ومارتن ليدغارد (يسار وسط من حزب راديكال فينسترا)، من خلال رسالة مشتركة نشرتها صحيفة "إنفورماسيون" الدنماركية اليوم السبت.
في رسالتهم المشتركة ذهب الوزراء الثلاثة إلى طرح وجهة نظرهم فيما سموه "السلام الدائم بين إسرائيل وفلسطين"، مستعيدين مواقف بلدهم والاتحاد الأوروبي على اعتبار أن "حل الصراع يجب أن يُحل من خلال حل الدولتين، إذ يحصل الفلسطينيون على السيطرة الكاملة على كل من الضفة الغربية وغزة".
وجاء في الرسالة إنه "كثيراً ما نسمع السياسيين والمعلقين يقولون إنه من غير الممكن البدء بمفاوضات بهذا الشأن بسبب عدم وجود قيادة ذات مصداقية على الجانب الفلسطيني". وأردفوا يشرحون أنه "بالإضافة إلى ذلك يتعين علينا أن نتساءل عما إذا كانت القيادة أكثر مصداقية على الجانب الإسرائيلي، بمشاركة المتشددين من اليمين المتطرف ومع رئيس الوزراء (بنيامين) نتنياهو الذي لديه مصلحة شخصية في استمرار الحرب لأنها تمنع قضايا الفساد الخاصة به من الوصول إلى المحاكمة".
وتساءل الوزراء السابقون، ويعدون من قدامى المحاربين في الدبلوماسية ببلدهم ولديهم رصيد شعبي كبير، خصوصاً لوكاتوفت:" لماذا لا تتمتع القيادة الفلسطينية (الحالية) بمصداقية؟". ليجيبوا على ذلك قائلين: "من الواضح أن (حركة) حماس ليست ذات مصداقية. ولكن مصداقية الحكم الذاتي في الضفة الغربية تتعرض باستمرار للتقويض بين الفلسطينيين لأنها لا تمتلك اقتصاداً مستقلاً ولا تملك الوسائل اللازمة لمواجهة عنف المستوطنين وتوسع المستوطنات"، مشددين القول:" علاوة على ذلك، هناك فساد كبير في (سلطة)الحكم الذاتي".
وعلى تلك الخلفية شدد الوزراء في رسالتهم على أنه يتوجب على بلدهم (الدنمارك) أخذ المبادرة للمطالبة بالإفراج عن مروان البرغوثي.
ويذكر أنه منذ أشهر دخلت أحزاب يسارية، ومن بينها اللائحة الموحدة والشعب الاشتراكي، في نقاش لتبني قضية مروان البرغوثي، بالتعاون مع حركة التضامن مع فلسطين وجمعيات طلابية ولجان صداقة فلسطينية - دنماركية، ووضعها على جدول المناقشات البرلمانية في كوبنهاغن لأجل تبنيها رسمياً من حكومة الائتلاف التي تتزعمها، من حزب لوكاتوفت نفسه (الاجتماعي الديمقراطي)، ميتا فريدركسن التي تتعرض لانتقادات بسبب مواقفها الرمادية من حرب الإبادة في غزة.
وعليه يؤكد الوزراء السابقون أن "قضية البرغوثي تعتبر ذات أهمية بالغة في الوقت الراهن، إذ تشن إسرائيل قصفها مجدداً (على قطاع غزة)، على الرغم من أن مفاوضات وقف إطلاق النار كان من المقرر أن تبدأ الدخول في المرحلة الثانية". وأكدوا أهمية قضية المعتقلين والأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال ومحاولات تأجيل البت، إذ يرون أنه "ثمة حاجة إلى ضغط كبير من المجتمع الدولي على الحكومة الإسرائيلية لإطلاق سراح البرغوثي والسماح له بالاستقرار في فلسطين".
ويعتقد هؤلاء أن إطلاق سراح مروان البرغوثي "يمكن أن يضمن استمرار دعمه لحل الدولتين". وحذروا من أن إرهاب المستوطنين في الضفة الغربية أمر خطير "فنحن نشهد حالياً أن الجيش (جيش الاحتلال) الإسرائيلي والمستوطنين المتشددين أصبحوا أكثر وحشية في الضفة الغربية (المحتلة)، ونتيجة لهذا فإن الدعم لحماس قد يتزايد أكثر".
وفي نهاية رسالتهم أكد وزراء الخارجية السابقون، لوكاتوفت وليدغارد وسوندال، أن ما يجري الآن "يوضح عبثية استراتيجية حكومة نتنياهو في سحق حماس بالكامل، دون ضمان مستقبل مقبول للفلسطينيين". وأضافوا أن هذا "ينطبق على الحظر الذي تفرضه إسرائيل على الأونروا (وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين)، إذ لا يمكن لأي منظمة أخرى أن تقوم بالجهود التي تبذلها الأونروا منذ فترة طويلة في مجالات الصحة والتعليم والإغاثة في حالات الطوارئ".
وختموا رسالتهم بالقول: "ولذلك ينبغي للدنمارك أن تأخذ زمام المبادرة وتطالب بالإفراج عن مروان البرغوثي".