الشنطة المدرسية في غزة... من رمزية التعليم إلى أداة نزوح

2025-10-05
الرابعة نيوز_غزة_ سعدية عبيد: كانت الشنطة المدرسية رمزًا لبداية يوم دراسي جديد، يحمل فيها الأطفال دفاترهم وأحلامهم الصغيرة. كانت تُعبّأ بالأقلام والألوان والكتب، ويتجه بها الأطفال إلى مقاعدهم في الفصول، طلبًا للعلم وبحثًا عن مستقبل أفضل. 
لكن، ومنذ أكثر من عامين، تغير هذا المشهد في غزة. 
اليوم، لم تعد الشنطة المدرسية مخصصة للدراسة. لم تعد تُحمل على الظهر في طريق آمن إلى المدرسة. بل أصبحت جزءًا من حقيبة النجاة، تُستخدم في النزوح، لا في التعليم. 
يقول "محمود"، طفل يبلغ من العمر 11 عامًا:
"أنا ما بروح المدرسة من زمان... بس بحط في الشنطة ملابس أخوي الصغير، وفيها شوية أكل ." 
تستخدمها العائلات في غزة اليوم لتخبئة ما يمكن حمله من ضروريات: ملابس، وثائق، أدوية، وأحيانًا رغيف خبز. مشهد الأطفال والكبار وهم يحملون "الشنطة المدرسية" في رحلات النزوح بات أمرًا مألوفًا. 
السيدة "أم رامي" تحكي من إحدى مراكز الإيواء:
"ابني كان يحمل شنطته للمدرسة، واليوم بيحملها وهو هارب معنا من القصف. نفس الشنطة، بس مش نفس الحلم." 
تغيرت وظيفة الشنطة، وتغيرت معها ملامح الطفولة. من رمز للعلم إلى رمز للبقاء. 
وفي الوقت الذي يُفتتح فيه العام الدراسي في كثير من دول العالم، يبقى أطفال غزة محرومين من حقهم الطبيعي في التعليم، مشغولين بتأمين حياة مؤقتة وسط خيام وملاجئ، وشنطة مدرسية صارت تُستخدم كحقيبة طوارئ. 
في غزة، حتى الشنطة المدرسية... تعلّمت معنى النزوح.

وقت آخر تعديل: 2025-10-05 10:49:27