الرابعة نيوز_غزة_ سعدية عبيد _في لحظات امتزجت فيها الدموع بالتصفيق، والفرح بالحسرة، وقف الآلاف من أهالي الأسرى في ساحة مجمع ناصر الطبي في خانيونس، يترقبون الوجوه الخارجة من حافلات الحرية، على أمل أن يكون بينهم من غاب طويلاً خلف القضبان.
لكن بين كل لحظة لنزول الأسرى من الحافلات، كانت هناك قلوب تنكسر بصمت، وأحلام تتهاوى أمام الواقع المرّ... أبناء لم يتواجدوا، وأمهات لم تكتحل أعينهن برؤية من انتظرنهم سنين طويلة.
في الزحام، رفع الأهالي صور أبنائهم أمام المفرج عنهم، يسألونهم بحرقةٍ ودموعٍ لا تتوقف. بعضهم بحث عن إجابةٍ تطمئن قلبه، وبعضهم أيقن أن الانتظار سيطول أكثر مما توقع.
كانت نظرات الأمهات تائهة بين الحضور، تبحث عن ملامح مألوفة، علّها تلمح ذاك الوجه الذي حفروه في الذاكرة سنينًا طويلة. وفي المقابل، كان هناك من عانق ابنه بدموع لا تنتهي، بعد أن ظن طويلاً أنه استُشهد، ليتفاجأ بأنه كان أسيرًا حيًا بين الجدران.
ومع كل لحظة لقاء، كان في الجهة الأخرى من لم يجد أحدًا ينتظره، لأن ذويه قد استُشهدوا جميعًا، أو رحلوا على يقينٍ أنه لن يعود.
مشاهد متناقضة من الألم والأمل، تختصر حكاية آلاف العائلات الفلسطينية التي ما زالت تعيش على وعد اللقاء، وعلى أمل أن تأتي الصفقة القادمة محمّلة بكل الغائبين.
يبقى الأمل حاضرًا في وجوه الأهالي،
يمنحهم القوة على مواصلة الانتظار،
ويُبقي الحلم باللقاء حيًّا مهما طال الغياب.
فكل صفقة تمرّ، تزرع وعدًا جديدًا في القلوب،
وكل اسم يُعلن، يوقظ الرجاء في مئات البيوت،
علّ الغائبين يعودون يومًا،
وتكتمل الفرحة التي لم تكتمل بعد.