هل يوشك الذكاء الاصطناعي على تجاوز العقل البشري؟.. تقرير جدلي يرصد توقعات آلاف الخبراء

2025-10-14
الرابعة نيوز_
يحذر علماء وتقنيون من أن البشرية قد تقترب من لحظة يتفوق فيها الذكاء الاصطناعي على العقل البشري، وهي ما تعرف بمرحلة التفرد التي يراها البعض حتمية الوقوع خلال العقود القليلة المقبلة.
وكشف تقرير صادر عن مجموعة الأبحاث AIMultiple عن نتائج استطلاع شمل 8590 عالما وخبيرا ورائد أعمال في مجال الذكاء الاصطناعي، لتحديد موعد محتمل لحدوث التفرد.

وأظهرت النتائج أن التوقعات أصبحت أقرب زمنيا مع كل طفرة جديدة في قدرات الذكاء الاصطناعي، إذ لم يعد التفوق على الإنسان يُنظر إليه كاحتمال بعيد.

ففي مطلع الألفية، كان يُعتقد أن الذكاء الاصطناعي لن يتجاوز قدرات الإنسان قبل عام 2060 على أقل تقدير. أما اليوم، فيرى بعض قادة الصناعة أن التفرد قد يتحقق خلال أشهر قليلة فقط.

ما المقصود بمرحلة التفرد؟

يشير مصطلح "التفرد" في الأصل إلى نقطة رياضية تصبح فيها المادة كثيفة إلى درجة تتعطل فيها قوانين الفيزياء.

لكن المفكرين فيرنور فينج وراي كورزويل استخدماه بمعنى مختلف، لوصف اللحظة التي تتسارع فيها التطورات التقنية إلى حد يتجاوز قدرة البشر على فهمها أو السيطرة عليها — أي حين يصبح الذكاء الاصطناعي أذكى من مجموع الذكاء البشري.
ويقول جيم ديلميجاني، المحلل الرئيسي في AIMultiple: "التفرد حدث افتراضي يُتوقع أن يؤدي إلى قفزة هائلة في ذكاء الآلات. ولتحقيقه، نحتاج إلى نظام يجمع بين التفكير البشري وسرعة المعالجة الخارقة والذاكرة شبه الكاملة".

تنبؤات جريئة من قادة الصناعة

جاءت أكثر التوقعات جرأة من داريو أمودي، الرئيس التنفيذي لشركة Anthropic، الذي يرى أن التفرد قد يتحقق بحلول عام 2026.

ويقول إن الذكاء الاصطناعي حينها سيكون "أذكى من الحائزين جائزة نوبل في معظم المجالات"، وقادرا على معالجة المعلومات بسرعة تفوق الإنسان بعشرات المرات.

أما إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركتي تسلا وxAI، فقد توقع أن يظهر الذكاء الاصطناعي العام (AGI) — النظام الذي يتفوّق على أذكى إنسان — خلال عام أو عامين فقط.

وبالمثل، قال سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، إن الذكاء الخارق قد يتحقق في غضون "بضعة آلاف من الأيام"، أي قرابة عام 2027.

هل هي توقعات واقعية؟

يرى محللون أن هذه التقديرات مفرطة في التفاؤل، لكنها تستند إلى مؤشرات ملموسة.

فقد تضاعفت قدرات النماذج الحديثة للذكاء الاصطناعي كل سبعة أشهر تقريبا، وهو معدل نمو غير مسبوق قد يؤدي إلى ما يُعرف بـ "الانفجار المعرفي"، أي القفزة المفاجئة في ذكاء الآلة.

ويقول ديلميجاني: "إذا استمر هذا النمو بالوتيرة نفسها، فقد نصل إلى التفرد أسرع مما نتصور. ومع ذلك، تظل التوقعات الحذرة أكثر واقعية".
دروس من التاريخ

شهد تاريخ الذكاء الاصطناعي سلسلة من التنبؤات المبالغ فيها التي لم تتحقق.
ففي عام 1965، قال الرائد هربرت سيمون إن "الآلات ستتمكن خلال عشرين عاما من أداء أي عمل يمكن للإنسان القيام به"، وهو ما لم يحدث بعد.

كما توقع العالم جيفري هينتون أن تحل الآلات محل أطباء الأشعة بحلول عام 2021، لكن الواقع أثبت خلاف ذلك.

ويشير ديلميجاني إلى أن "بعض قادة الصناعة لديهم حوافز مالية وإعلامية لتسريع التوقعات، فالشركة التي تصل إلى مرحلة التفرد أولا قد تصبح الأكثر قيمة في العالم".

توقعات أكثر توازنا

استنادا إلى استطلاع AIMultiple، يرى معظم الخبراء أن التفرد لا يزال على بعد نحو عقدين من الزمن.

ويعتقدون أن الوصول إليه يتطلب أولا تحقيق الذكاء الاصطناعي العام (AGI)، أي مستوى من الذكاء يسمح للآلة بأداء المهام البشرية في مجالات متعددة.

ويُرجّح أن يحدث ذلك بين عامي 2035 و2040، على أن يتبع التفرد بعدها بسنوات قليلة.

وفي استطلاع آخر، قدّر العلماء احتمالا بنسبة 10% لحدوث التفرد خلال عامين من ظهور الذكاء الاصطناعي العام، واحتمالا بنسبة 75% خلال الثلاثين عاما المقبلة.

المصدر: ديلي ميل



وقت آخر تعديل: 2025-10-14 10:23:40