موسم الزيتون في سلفيت.. بين وجع الأرض ومرارة خسارة المحصول

2025-10-20
الرابعة نيوز_عهود الخفش- بين أغصانٍ مكسورة، وحقولٍ خلت من زيتها الأخضر، يعيش مزارعو محافظة سلفيت واحداً من أقسى مواسم الزيتون منذ سنوات، فالأشجار التي كانت تُظلِّل الأرض ببركتها، باتت اليوم شاهداً على اعتداءات متكررة وحرائق وتجريفٍ من قبل الاحتلال ومستوطنيه.

مدير عام زراعة سلفيت، المهندس إبراهيم الحمد، يقول أن أكثر من 2000 شجرة زيتون قد تضررت منذ بداية العام 2025 وحتى اليوم، بفعل القلع والتقطيع والنكسير من قبل الاحتلال ومستوطنيه وتحديدا مستوطني البؤر الاستيطانيه، والتي تركزت في مناطق سلفيت وبروقين وكفر الديك وفرخة ودير بلوط وديراستيا وقراوة بني حسان.

ويصف الحمد، أن هذه الخسارة بأنها ليست مجرد فقدانٍ لمحصولٍ موسمي ينتظره المواطن في المحافظة على احر من الجمر، بل هي خسارة للمزارع وللاقتصاد الوطني، إذ تبلغ مساحة الأراضي المتضررة نحو 200 دونم، والتي كانت معظمها مزروعة بأشجار الزيتون المعمرة كانت ستُنتج كميات وافرة من الزيت خلال السنوات القادمة.

لكن هذا العام جاء مختلفاً؛ فالإنتاج شحيح جداً، كما يوضح الحمد، ويُعرف بين المزارعين باسم "موسم شلتوني"، حيث يُتوقّع أن لا تتعدى كمية الزيت المنتجة في المحافظة 250 طناً فقط، مقارنةً بسنوات الوفرة التي كانت تُعرف بـ"السنوات الماسية"، والتي وصل فيها الإنتاج إلى أكثر من 3000 طن من زيت الزيتون.

ويضيف، سلفيت، التي تُلقب بـ"محافظة الزيتون"، تُنتج وحدها ما نسبته 10 إلى 12% من الزيت الفلسطيني، لكنها اليوم تواجه واقعاً مؤلماً بفعل اعتداءات المستوطنين وإقامة البؤر الرعوية الاستيطانية التي تحاصر الأراضي، وتمنع المزارعين من الوصول إلى حقولهم والعناية بأشجارهم أو حتى قطف ثمارها.

يروي المزارعون قصصاً عن تعب السنوات الذي ضاع في لحظات، عن أشجار ربّوها كما يربّي الإنسان أبناءه، وعن مواسم كانت تجمع العائلة تحت ظل الزيتون، تحوّلت اليوم إلى فراغٍ وحنينٍ وقلقٍ على ما تبقى.

الحاج خليل الطقطق من سلفيت يقول بحسره، منذ ثلاثة اعوام ونحرم من قطف ثمار زيتوننا وعدم السماح لنا بدخول اراضينا الواقعه خلف البوابة الحديدية، مساحة ارضي 42 دونما مزروعة بـ450 شجرة زيتون معمرة وتجنى ما بين 150- 170 "تنكة" زيت، وتعتبر مصدر رزقنا الذي ننتظره على احر من الجمر.

فموسم الزيتون في سلفيت لم يعد مجرد موسمٍ للرزق، بل رمزٌ للبقاء والصمود أمام واقعٍ يهدد الأرض والإنسان معاً.





وقت آخر تعديل: 2025-10-20 10:30:03