الرابعة نيوز- رغم الظروف الاستثنائية التي يمر بها قطاع غزة تحت وطأة الحرب الإسرائيلية المتواصلة، اختتمت نقابة الصحفيين في مركز التضامن الإعلامي في مواصي خانيونس فعاليات حملة "صوتها ما غاب" ضمن حملة 16 يومًا لمناهضة العنف ضد المرأة. وركزت الحملة على إبراز دور الصحفيات اللواتي واصلن حمل رسالتهن الإعلامية رغم المخاطر، مؤكدة أن صوت المرأة الفلسطينية ظل حاضرًا وقويًا حتى في أحلك اللحظات.
افتتحت الندوة بعنوان "التدخلات القانونية والاجتماعية للصحفيات خلال الأزمات – حرب الإبادة نموذجًا" بكلمة ألقتها بيداء معمر، أمين سر المجلس الإداري في نقابة الصحفيين، والتي أكدت أن "صوت الصحفيات لم يغب، وظل نبض الحقيقة في زمنٍ يحاول فيه العالم إسكات الرواية الفلسطينية". وشددت على أهمية الدور الذي لعبته الصحفيات رغم الاستهداف المباشر وفقدان زميلاتهن خلال الحرب.
من جهته، أوضح الدكتور تحسين الأسطل، نائب نقيب الصحفيين، أن الحرب لم تدمر البنية التحتية فحسب، بل أصابت المنظومتين القانونية والإعلامية بضرر كبير، حيث استشهدت عشرات الصحفيات، وتم منع آلاف الصحفيين من دخول القطاع. وأشار إلى أن لجنة المرأة في النقابة كانت تعمل “كدابة نحل”، عبر توفير الدعم النفسي والقانوني وتنظيم حملات للحماية الرقمية.
كما كشفت علا كسّاب، عضو الأمانة العامة في النقابة، عن أرقام صادمة للخسائر الإنسانية، موضحة أن غزة فقدت أكثر من 30 ألف امرأة خلال العامين الماضيين، وأصبحت 21 ألف امرأة أرملة، فيما استشهدت 37 صحفية وأصيبت العشرات. وأكدت أن العنف لم يكن جسديًا فقط، بل امتد ليشمل الاستهداف الرقمي ومحاولات تغييب الرواية الفلسطينية.
وفي السياق القانوني، عرضت المحامية سهير البابا، منسقة العيادة القانونية في مركز شؤون المرأة، صورة قاتمة للمنظومة القانونية المنهارة في غزة، مشيرة إلى جهود مؤسسات المجتمع المدني في سد الفجوات عبر لجان وساطة توفر حلولًا عادلة بعيدًا عن الأعراف المجحفة بحق النساء. كما حذّرت من تصاعد الابتزاز الرقمي مع انهيار المؤسسات الأمنية والقضائية.
أما في محور الدعم النفسي، فقد شددت الدكتورة تهاني أبو غالي، مستشارة الصحة النفسية في وكالة الغوث الدولية ، على أهمية توفير مساحات آمنة وبرامج دعم طويلة المدى للصحفيات، للتخفيف من آثار الصدمات المتراكمة الناتجة عن الحرب وفقد الزميلات وتكرار النزوح.
واتفق المشاركون على ضرورة إعادة بناء المنظومة القانونية بعد انتهاء الحرب، وتوفير مسارات حماية عاجلة للصحفيات، وتعزيز قدراتهن في مواجهة العنف الرقمي والقانوني، إلى جانب إطلاق مبادرات مشتركة بين النقابة والمؤسسات النسوية والمجتمع المدني.
وفي ختام الفعالية، أكدت نيفين أسليم، منسقة الندوة وعضو لجنة المرأة والنوع الاجتماعي في نقابة الصحفيين، أن المرأة الفلسطينية “تستحق كل تقدير”، مشيدة بقدرة نساء غزة “القويات، الجميلات، والاستثنائيات” على الصمود والمضيّ قدمًا رغم قسوة الحرب.