شهدت المستشفيات الإسرائيلية، اليوم الأربعاء، حالة من الشلل التام، مع وصول نسب الإشغال في الأقسام الداخلية إلى 100% وأكثر في عدد من المراكز الطبية الكبرى، وذلك بسبب موجة إنفلونزا شديدة ضربت البلاد منذ بداية كانون الأول/ ديسمبر الجاري.
وفي مستشفى سوروكا في بئر السبع لا توجد أسرّة فارغة على الإطلاق، فيما سجّل مستشفى بيلينسون في بتاح تكفا نسبة إشغال بلغت 107% مع وضع مرضى في الممرات، ومثله مستشفى كرمل في حيفا وشيبا في تل هشومير اللذين وصلا إلى 100% و95% على التوالي.
ممرضة في أحد الأقسام الداخلية وصفت الوضع لصحيفة "معاريف" قائلة: "القسم منفجر تماماً، وضعنا مريضاً في غرفة الطعام، وربما نضطر لتحويل ممر آخر لمريض إضافي. الطاقم التمريضي منهار، بعضنا مريض وبعضنا غائب بسبب أطفال مرضى، والشتاء لم يبدأ بعد".
من جانبها، حذّرت طبيبة متخصصة في مستشفى إيخيلوف بتل أبيب من أن "الشتاء هذا متطرف"، مشيرة إلى وفاة ثلاثة أطفال الأسبوع الماضي بسبب مضاعفات الإنفلونزا، ومؤكدة أن "وباء إنفلونزا مجنون قادم سيأخذ المزيد من الأرواح إذا لم يرتفع معدل التحصين بسرعة".
وأظهرت الأرقام أن نسبة الملقحين ضد الإنفلونزا لا تتجاوز 15% على مستوى البلاد، وتنخفض إلى أقل من 10% بين الأطفال وأقل من 50% بين كبار السن، رغم تسجيل زيادة 30-40% في الإقبال على اللقاح خلال الأسابيع الأخيرة.
وفي سابقة، أوصى فريق مكافحة الأوبئة في وزارة الصحة الإسرائيلية لأول مرة بتحصين كل السكان ضد الإنفلونزا وليس فقط الفئات المعرضة للخطر.
وتنتشر في إسرائيل حالياً سلالة H3N2 الفرعية K التي تتميز بقدرة عالية على العدوى والتهرب الجزئي من المناعة، وهي نفس السلالة التي تسبب موجات شديدة في أوروبا والولايات المتحدة واليابان.
يُذكر أن هذه الموجة المبكرة تضع ضغطاً إضافياً على الجهاز الصحي الإسرائيلي الذي لا يزال يعاني تداعيات جائحة كورونا على الطواقم والتجهيزات.
وعالمياً، عادت بعض الدول إلى فرض الكمامات في المستشفيات والأماكن المغلقة، كما في كتالونيا بإسبانيا وولاية نيويورك، فيما أغلقت اليابان مدارس وتجاوزت معدلات الإصابة عتبات الإنذار في معظم محافظاتها.
الوضع عالميا:
* أوروبا وبريطانيا: ارتفاع حاد في الاستشفاءات (+50% في بريطانيا).
* الولايات المتحدة: مئات الآلاف أصيبوا، آلاف أدخلوا المستشفيات، ونحو 300 وفاة حتى الآن.
* اليابان: إغلاق مدارس وتجاوز عتبات الإنذار في معظم المحافظات.
* بعض الدول بدأت تعيد فرض ارتداء الكمامات في الأماكن المغلقة والمستشفيات (إسبانيا، بريطانيا، نيويورك، واشنطن).