الرابعة نيوز _كشف مدير عام المساجد في وزارة الأوقاف، الشيخ جمال أبو عرّام، أن الضفة الغربية تضم نحو 2500 مسجد يقابلها فقط 650 إمامًا و700 مؤذن، مؤكدًا أن عشرات المساجد في مناطق واسعة، بينها ترقوميا ويطّا ومناطق مختلفة من الخليل، باتت بالكامل بلا أئمة ولا خطباء ولا خدم، نتيجة توقف التعيينات منذ عام 2017 وسياسة التقشف الحكومية التي شلّت قدرة الوزارة على سدّ الاحتياج المتزايد.
وأوضح أبو عرّام خلال حديثه في برنامج طلة صباح مع الإعلامي عادل غريب عبر فضائية معا وشبكة معا الإذاعية وراديو الرابعة، أن الوزارة كانت قد أعدّت محفظة تعيينات تتضمن 1500 وظيفة جديدة قادرة على معالجة ما يقارب 80% من المشكلة، إلا أن الأزمة المالية والحرب أدّتا إلى تجميد المشروع رغم أهميته القصوى. وأكد أن التعيينات في الأوقاف ليست مستثناة أو مستهدفة، بل تأتي ضمن سياسة عامة حدّت من التوظيف الحكومي باستثناء وزارتي الصحة والتربية.
وأشار إلى أن غياب الأئمة دفع الوزارة إلى الاعتماد على لجان الرعاية في المجتمع المحلي لإدارة شؤون المساجد بشكل مؤقت، من صيانة وخدمات وتنظيم يومي، معتبرًا أن هذا الحل اضطراري ولا يمكن أن يكون بديلاً عن التعيين الرسمي. أما خطباء الجمعة، فأكد أن الوزارة تتحمل مسؤولية توفيرهم لكافة المساجد، ويتم سدّ النقص بالاستعانة بمعلمي التربية الإسلامية، وخريجي الشريعة، والدعاة، والقضاة الشرعيين، مع التشديد على عدم ترك أي مسجد بلا خطيب.
وكشف أبو عرّام أن فاتورة الكهرباء والمياه للمساجد تتجاوز 23 مليون شيكل سنويًا، بينما لم تتجاوز إيرادات الوزارة هذا العام عشرة ملايين فقط، الأمر الذي يفاقم الضغوط التشغيلية. وأوضح أن الاستخدام غير المنظم للمكيفات يشكل سببًا رئيسًا في ارتفاع الفواتير، ما دفع الوزارة إلى فصل عدادات التكييف عن العدادات الأساسية، ليصبح تشغيلها على حساب لجان المساجد لا على حساب الأوقاف.
وفيما يتعلق بالعاملين بنظام الإكراميات، أوضح أن صرفها متوقف منذ خمسين شهرًا بسبب الأزمة المالية، مؤكدًا أنها مستحقات محفوظة وستُصرف عند انتظام الرواتب. وردًا على الاتهامات بأن الوزارة "تترك المساجد بلا مرجعية دينية" أو "تسهم في إضعاف الوازع الديني"، شدّد أبو عرّام على أن الوزارة تعمل ضمن إمكانيات محدودة وبظروف خارجة عن إرادتها، وأنها الأكثر حرصًا على إعادة ترتيب وضع المساجد.
واختتم بالتأكيد على أن الضغط مستمر لإعادة فتح ملف التعيينات واستئناف محفظة الأوقاف، مشددًا على أن المساجد بحاجة عاجلة إلى كوادر ثابتة تضمن استقرارها ودورها المجتمعي، بينما يبقى الشارع الفلسطيني بانتظار خطوات حكومية تعيد لهذه المساجد مرجعيتها الطبيعية وتُنهي حالة الفراغ القائمة.