الرابعة نيوز- أقرّ جيش الاحتلال الإسرائيلي رسميا، مساء السبت، باغتيال القيادي البارز في حركة حماس رائد سعد، في غارة جوية استهدفت مركبته أثناء تنقله مع مرافقيه في مدينة غزة، في عملية وُصفت إسرائيليا بأنها استثنائية وجرت خلال سريان وقف إطلاق النار.
ووفق ما أعلنته المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، فإن رائد سعد لم ينجُ من القصف الذي طال المركبة ظهر السبت، في عملية اغتيال مركزة اعتُبرت خرقا فعليا لاتفاق وقف إطلاق النار.
وأوضح الجيش أن تنفيذ العملية جاء بتوصية من رئيس أركان الجيش إيال زامير، ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية شلومي بيندر، وقائد المنطقة الجنوبية ينيف عسور، وبمصادقة مباشرة من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو.
وأشارت مصادر إسرائيلية إلى أن قرار تنفيذ الضربة اتُّخذ رغم علم القيادة السياسية والعسكرية بأن اغتيال قيادي رفيع في حماس داخل مدينة غزة، وخلال فترة التهدئة، يتعارض مع موقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي كان قد أوصى نتنياهو، خلال اتصال هاتفي سابق، بإعطاء فرصة للمساعي الرامية إلى تنفيذ خطته الخاصة بقطاع غزة.
وبحسب التقديرات الإسرائيلية، فإن موافقة نتنياهو على عملية الاغتيال استندت إلى عدة اعتبارات، من بينها اعتبار رائد سعد أحد أبرز المخططين لهجوم السابع من أكتوبر، حيث تتهمه إسرائيل بالمساهمة في تأسيس الأكاديمية العسكرية لحماس، والعمل على تطوير عقائدها القتالية، بما يشمل القتال في المناطق المبنية وتنفيذ الهجمات والعمليات العسكرية.
كما رأت مصادر سياسية وأمنية إسرائيلية أن العملية تحمل رسالة مباشرة إلى الإدارة الأميركية مفادها أن إسرائيل لن تقبل ببقاء حركة حماس قوة فاعلة ومهيمنة في قطاع غزة، حتى في ظل الضغوط الدولية والوساطات.
وأضافت أن ظهور القيادي المستهدف علنا في شوارع غزة خلال فترة التهدئة عُدّ مؤشرا على تصاعد ثقة قيادة حماس بنفسها، وهو ما اعتبرته إسرائيل أمرا غير مقبول.
وأوضحت المصادر أن العملية تهدف كذلك إلى توجيه إنذار واضح لقيادة حماس في غزة، وعلى رأسها عز الدين حداد، بأن إسرائيل لن تسمح للحركة، في أي ظرف، بإعادة ترسيخ وجودها العسكري أو الإداري في القطاع.
وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد التوتر السياسي والأمني، وسط مخاوف من انعكاسات العملية على مستقبل وقف إطلاق النار والمساعي الإقليمية والدولية لاحتواء التصعيد.