الرابعة نيوز_شهدت محطات الوقود في عدد من مدن الضفة الغربية، مساء أمس، إقبالًا ملحوظًا من المواطنين لتعبئة الوقود، عقب بيان صادر عن نقابة أصحاب محطات الوقود حذّرت فيه من أزمة حادة تتعلق بعدم قدرة أصحاب المحطات على إيداع فائض عملة الشيكل في البنوك، نتيجة القيود المصرفية المفروضة على الإيداعات النقدية.
وجاء هذا الإقبال رغم أن بيان النقابة لم يتضمن أي قرار بإغلاق المحطات أو وقف التزويد، بل اقتصر على التحذير من تفاقم الأزمة في حال عدم تدخل سلطة النقد الفلسطينية لإيجاد حل يُلزم البنوك باستقبال الإيداعات النقدية الخاصة بمحطات الوقود.
وفي حديثه لبرنامج “يصبحكم بالخير” الذي يقدمه الإعلامي رياض خميس، ويُبث عبر فضائية معا وشبكة معا الإذاعية وراديو الرابعة، قال رئيس نقابة أصحاب محطات الوقود في الضفة الغربية سامر أبو حديد إن أزمة “الإيداع النقدي” ما تزال قائمة ولم يتم التوصل إلى أي حل مع البنوك أو سلطة النقد، مشددًا على أن قطاع المحروقات يُعد شريانًا رئيسيًا للحياة ولا يمكن التعامل معه كأي قطاع تجاري آخر.
وأوضح أبو حديد أن أصحاب المحطات مطالبون بإيداع كامل قيمة فواتير المحروقات لصالح وزارة المالية وهيئة البترول، إلا أن البنوك باتت ترفض استقبال الإيداع النقدي أو تقبل جزءًا منه فقط، الأمر الذي يقيّد قدرة المحطات على شراء كميات جديدة من الوقود، باعتبار أن مصدر التزويد الوحيد هو الجهات الحكومية.
وأشار إلى أن هذا الواقع أجبر أصحاب المحطات على اللجوء إلى حلول مؤقتة ومكلفة، كتحويل الشيكل النقدي إلى عملات أجنبية أو البحث عن بدائل مالية محفوفة بالمخاطر، ما يترتب عليه خسائر مباشرة ويعطل سير العمل الطبيعي داخل المحطات.
وحذّر أبو حديد من أن استمرار الأزمة دون حل قد يقود خلال الفترة المقبلة إلى أزمة حقيقية في توفر الوقود، موضحًا أن المحطات قد تبقى مفتوحة لكنها ستكون خالية من الوقود، ليس بسبب نقص الكميات، بل لعدم القدرة على دفع أثمانها نتيجة رفض البنوك استقبال النقد.
وأكد أن أموال المحروقات هي أموال حكومية تُحوَّل مباشرة إلى وزارة المالية وهيئة البترول، وليست أموالًا خاصة بأصحاب المحطات، مطالبًا سلطة النقد بالتدخل العاجل وإصدار تعميم واضح يُلزم البنوك بقبول الإيداعات النقدية لفواتير الوقود كاملة.
وختم بالتأكيد على أن الوقود يُعد “خطًا أحمر” ويمس الأمن الاقتصادي والمجتمعي، داعيًا الجهات الرسمية إلى توضيح الموقف للرأي العام، ومؤكدًا في الوقت ذاته أن الوقود متوفر حاليًا ولا يوجد انقطاع، لكن استمرار الأزمة دون معالجة ينذر بتداعيات خطيرة في المرحلة المقبلة.