الرابعة نيوز - في واحدة من أكبر الفضائح الغذائية التي شهدتها تركيا مؤخراً، كشفت فرق التفتيش التابعة لبلدية أيوبية في ولاية شانلي أورفا عن كميات ضخمة من الجوز الفاسد داخل منشأة إنتاج تابعة لشركة "أورفا يورَم باقلوفالاري"، وهي من أشهر العلامات التجارية المختصة بصناعة الحلويات والمخبوزات في البلاد.
وخلال المداهمة التي جرت في المنطقة الصناعية بالولاية، ضبطت الفرق 11 طناً من الجوز التالف والمليء باليرقات، وقد تم إتلاف الكمية بالكامل في موقع مفتوح باستخدام مركبات مخصصة. وانتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي صور ومقاطع فيديو صادمة تُظهر بوضوح حجم التلوث، ما أثار غضباً واسعاً لدى الجمهور التركي، خاصة أن اسم الشركة ارتبط لسنوات بالجودة والثقة.
من الإنكار إلى الاعتراف
وفي أول رد فعل رسمي، نفى المدير العام للشركة، توران أرسلان، عبر مقطع فيديو، أن تكون المواد المضبوطة تابعة لمنشآته، مشيراً إلى "محاولة لتشويه السمعة من قبل شركة مقلدة تستخدم اسم أورفا يورَم". كما أعلن عن بدء إجراءات قانونية ضد من وصفهم بـ"مفتعلي الادعاءات".
لكن وبعد أيام، أصدرت الشركة بياناً جديداً اعترفت فيه بوجود كمية من الجوز الفاسد في مستودعاتها، زاعمة أن الكمية لا تتجاوز 3 أطنان، وكانت مخصصة للإرجاع إلى المورد، وهو ما فُسّر على أنه تراجع تحت الضغط الشعبي.
المثير أن الشركة قامت بحذف كلا البيانين من منصاتها الإلكترونية، ما اعتبره كثيرون محاولة للتهرب من المسؤولية وتجاهل المطالبات بالشفافية والمحاسبة.
دعوات للتحقيق ومخاوف من خلل أوسع
من جهتهم، حذر خبراء في سلامة الغذاء من أن الواقعة قد تكون مؤشراً على خلل أوسع في آليات الرقابة وسلسلة التوريد داخل مصانع إنتاج المواد الغذائية، لا سيما تلك التي تخدم قطاعات واسعة من المستهلكين.
وطالب المختصون بتشديد الرقابة وتفعيل زيارات التفتيش العشوائية لضمان سلامة المنتجات، مؤكدين أن حماية المستهلك تبدأ من ضبط التخزين والمواد الأولية داخل المنشآت.