الرابعة نيوز - كشفت تحقيقات جديدة نشرها موقع "إسرائيل ناشيونال نيوز"، نقلا عن القناة 13 الناطقة بالعبرية، عن معلومات إضافية بشأن عملية اغتيال الأمين العام السابق لحزب الله، حسن نصرالله في سبتمبر الماضي.
ووفقا لتقرير القناة الاستقصائي فإن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو كان يعارض إبلاغ الجانب الأميركي تماماً، قبل أن يتراجع تحت ضغط من كبار قادة الجيش. إلا أن محاولات التواصل مع مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، باءت بالفشل، إذ تجاهل الاتصال، وعندما علم لاحقاً بما جرى، كان غاضبا جدا لما سيسببه ذلك من إحراج للإدارة الأميركية. فماذا في تفاصيل الدقائق الـ 15 التي سبقت اغتيال نصرالله؟
الجانب الأميركي لم يرد
في تقرير استقصائي بثته قناة 13 الإسرائيلية مساء الأحد ظهر السفير الإسرائيلي السابق لدى واشنطن، مايك هيرتسوغ، الذي كشف أنه هو من أوصى حكومته بإبلاغ الإدارة الأميركية مسبقاً بخطة استهداف نصرالله، تجنباً لحدوث أزمة دبلوماسية.
لكن وفقاً للتقرير فإن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو كان يعارض إبلاغ الجانب الأميركي تماماً، قبل أن يتراجع تحت ضغط من كبار قادة الجيش.
وبحسب هيرتسوغ، فإن التوافق داخل الكابينت الإسرائيلي استقرّ على إبلاغ مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، إلا أن محاولات التواصل معه باءت بالفشل، إذ تجاهل الاتصال، وعندما علم لاحقاً بما جرى، كان غاضبا جدا، وقال: "أنتم تتيحون لنا الإعلان عن مبادرة لوقف إطلاق نار مع لبنان، في وقت كنتم تعدون فيه لاغتيال نصر الله، وتضعوننا في وضع حرج ومهين؛ بل إنكم تظهروننا أغبياء".
لكن، كما أظهر التقرير، كان ذلك كله بعد فوات الأوان؛ إذ إن المسؤول الأميركي الوحيد الذي تم إبلاغه قبل التنفيذ كان وزير الدفاع، لويد أوستن، والذي اتصل به نظيره الإسرائيلي يواف غالانت قبل العملية بلحظات، مما أثار انزعاجاً كبيراً لدى واشنطن في حينه.
تصريحات غالانت
في تصريحات غالانت خلال البرنامج، قال: "أبلغت أوستن قبل العملية بـ15 دقيقة فقط. قلت له: نحن على وشك اغتيال نصرالله. فسألني: متى؟ أجبته: بعد ربع ساعة. لم يعجبه الأمر وقال إن ذلك قد يقود إلى حرب إقليمية. قلت له: مع كامل احترامي، هذا الرجل قتل آلاف الإسرائيليين ومئات الأميركيين. أنصحك أن تراجع رد فعلك جيداً".
وأضاف غالانت أن أوستن سأله: "هل أنتم واثقون من وجوده في الموقع؟"، ليجيبه: "الاحتمالية عالية جداً".
جاسوس إيراني
وفي أواخر سبتمبر 2024، تلقّت إسرائيل معلومات حساسة تشير إلى أن نصرالله يعتزم حضور اجتماع أمني في أحد مقار حزب الله، برفقة عدد من المسؤولين.
ووفقاً لما كشفته صحيفة "لو باريزيان" الفرنسية، فقد لعب جاسوس إيراني دوراً محورياً في تسريب هذه المعلومة، حيث أبلغ إسرائيل بلحظة وصول نصرالله إلى ضاحية بيروت، برفقة عباس نيلفوروشان، نائب قائد فيلق القدس في لبنان، بعد مشاركتهما في جنازة محمد سرور، قائد وحدة المسيرات في الحزب. وقد توجها بعدها مباشرة إلى حارة حريك، معقل حزب الله.
المعلومة وصلت قبل أيام
ورغم أن "لو باريزيان" أكدت أن الجيش الإسرائيلي لم يتلقَ المعلومة إلا قبل أربع ساعات فقط من الاجتماع، فإن قناة "كان 11" الإسرائيلية نقلت رواية مختلفة، مشيرة إلى أن المعلومة وصلت قبل أيام، ما أتاح للقيادة الأمنية الإسرائيلية الوقت الكافي لمناقشة خيار الاغتيال.
نتنياهو تردد
وبالفعل، اجتمع قادة الأجهزة الأمنية، وهم رئيس الأركان هرتسي هليفي، ورئيس الموساد دودي بارنياع، ورئيس الشاباك رونين بار، إلى جانب وزير الدفاع يوآف غالانت، وقرروا بالإجماع المضي في تنفيذ العملية. لكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو طلب تأجيل القرار، معللاً حاجته إلى مزيد من التفكير.
وبحسب ما رواه غالانت، فقد حاول مراراً إقناع نتنياهو بضرورة اغتنام الفرصة التي وصفها بأنها "لا تتكرر إلا مرة واحدة في العمر"، إلا أن الأخير واصل المماطلة حتى صعوده إلى الطائرة متجهاً إلى نيويورك لإلقاء كلمته في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وهناك، وبعد وصوله، أبلغ بموافقته على تنفيذ الاغتيال، لكنه اشترط تأجيل العملية إلى ما بعد انتهاء خطابه.