الرابعة نيوز_
"تسببت هذه السياسة في تهجير نحو 900 ألف شخص أي ما يقارب نصف سكان غزة منذ مطلع مارس الماضي بدفعهم إلى زوايا ضيقة تشكل 20 بالمئة فقط من مساحة القطاع
حذر ممثل مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أجيث سونغاي، من أن الآلية الأميركية الإسرائيلية لتوزيع مساعدات إنسانية بقطاع غزة "غير مستدامة" وتنطوي على "إذلال" يفاقم معاناة الفلسطينيين الذين يتعرضون لحرب إبادة متواصلة منذ أكثر من 20 شهرًا.
جاء ذلك في مقابلة مع وكالة "الأناضول" بجنيف، تحدث سونغاي فيها عن مخاطر هذه الآلية، مشيرًا إلى أنها تحمل "إذلالاً" يضاعف من المعاناة الإنسانية التي يعيشها سكان القطاع الفلسطيني، و"تفتقد للإنصاف والحياد والاستقلالية"، كما أنها "غير مستدامة".
وأضاف: "الوضع في غزة مأساوي لدرجة يصعب وصفها بالكلمات؛ هناك مجاعة واضحة، وسكان يعانون من سوء تغذية ظاهر للعيان في ظل قصفٍ مستمر، وفي خضم هذه المعاناة نجد خطة توزيع مساعدات بها مشاكل جوهرية، بدءا من مبدأ الحياد، مرورا بالاستقلالية والإنصاف، وانتهاء بمخاطرها العملية".
يذكر أنه منذ أيام بدأت "مؤسسة غزة الإنسانية" الإسرائيلية - الأميركية (مسجلة في سويسرا) المرفوضة أمميًا، بتوزيع مساعدات شحيحة جدًا بمناطق في جنوب ووسط قطاع غزة، وذلك لإجبار الفلسطينيين على الجلاء من الشمال وتفريغه.
إذلال جماعي
إلى ذلك، نقلت "الأناضول" عن سونغاي "انتقاده صراحة آلية توزيع المساعدات" عبر مؤسسة "غزة الإنسانية" في ظل "وضع كارثي بكل المقاييس" في غزة، وقوله "أبلغنا القائمين على المؤسسة، وكذلك السلطات الإسرائيلية، أن هذا النظام غير مستدام، وبه عدة مشاكل جوهرية، بدءًا من مبدأ الحياد، مرورًا بالاستقلالية والإنصاف، وانتهاءً بمخاطرها العملية".
وشدد على أنه "لا يمكن أن نتوقع من النساء والأطفال والمسنين والمرضى والجرحى أن يسيروا كيلومترات للوصول إلى نقاط توزيع محدودة في جنوب غزة فقط، بينما يبقى بقية القطاع محرومًا تمامًا من المساعدات".