تحليل- حماس لن تنهار حتى بعد اغتيال الشقيقين السنوار

2025-06-01
 الرابعة نيوز_ 
زعمت مصادر إسرائيلية أنه تم اغتيال محمد السنوار، قائد حماس في غزة، في 13 مايو، بعد أيام من التكهنات. ورغم ذلك، لم يظهر على سلوك الحركة أي تغير ملحوظ. فما تزال حماس متمركزة في وسط القطاع، في مناطق النصيرات والمغازي والبريج ودير البلح، ولديها عناصر تقاتل في مدينة غزة. ولا تزال تملك نوعًا من السيطرة المحدودة على أجزاء أخرى من القطاع، وفقا لتحليل نشرته صحيفة "ذا جيروزاليم بوست".

وعلى الرغم من أن حماس فقدت كامل سلسلة القيادة في غزة – حيث استشهد معظم قادتها الميدانيين على مستوى الكتائب والألوية أكثر من مرة وتم استبدالهم مرارًا – فإنها تستمر في القتال. بعض التقديرات تشير إلى أن القادة الذين قادوا هجوم 7 أكتوبر تم استبدالهم، ثم استشهد بدائلهم أيضًا، وحتى بدائل البدائل.

فشل التقديرات الإسرائيلية السابقة

سبق أن أخطأت إسرائيل في تقييماتها حول النجاح في غزة. فبعد أحد عشر يومًا من حرب 2021، أُعلن أن شبكة أنفاق حماس المعروفة بـ"المترو" قد تضررت بشدة، لكن ذلك لم يكن دقيقًا، إذ أعادت الحركة ترميمها واستخدمتها في هجوم أكتوبر 2023.

لقد خرجت حماس من حروبها السابقة مع إسرائيل وهي أقوى، ونجحت في تعويض قادتها المفقودين مرات عدة، بمن فيهم الشيخ أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي، وكذلك محمود عبد الرؤوف المبحوح في 2010، أحد أبرز المسؤولين عن تسليح الحركة.

ورغم أن الشقيقين السنوار لعبا دورا أساسياً في تحويل حماس إلى "قوة" في هجوم 7 أكتوبر، فإن استشهادهما لم يغيّر من ديناميكيات الحركة أو استراتيجيتها.

استشهاد يحيى السنوار وغياب الانهيار

استشهد يحيى السنوار في أكتوبر 2024 في منطقة تل السلطان قرب رفح، وكان بمفرده حينها. استشهاده يذكّر بموت القائد الفار داريوس الثالث على يد أعدائه بعد انهيار إمبراطوريته، ولكن حماس لا تُبدي أي نية للتراجع.

وهنا يكمن التناقض: إسرائيل تنجح تكتيكيًا في تصفية القادة، لكنها تفشل في تحقيق مكاسب استراتيجية. فاستشهاد القادة لا يؤدي إلى انهيار فعلي للحركة. وربما تتغير هذه المعادلة مع خطة "مركبات جدعون" الجديدة، التي تهدف إلى السيطرة الميدانية بدلًا من الاكتفاء بالغارات المحدودة كما في 2024.

حماس لا تزال متماسكة

رغم تراجع حماس، فإنها لا تزال تحتفظ بـ58 محتجزاً إسرائيلياً، وتستطيع التنسيق مع قيادتها في الدوحة في ما يتعلق بالمفاوضات. اللافت أن مطالبها في صفقات التبادل لم تتغير تقريبا، من 2024 حتى 2025.

تسعى الحركة إلى إنهاء الحرب، ولكنها لا تبدو قريبة من الانهيار. بل إن إسرائيل، رغم تفوقها العسكري، لا تملك حتى الآن خطة ما بعد الحرب، أو استراتيجية سياسية لملء الفراغ في غزة، في حال اختفاء حماس.

في المقابل، يبدو أن حماس تراهن على "البقاء"، وانتظار لحظة الانهيار الإسرائيلي سياسيا أو مجتمعيا. فهي واثقة بأنها ستجد "السنوار القادم" مهما بلغت الخسائر. 

وقت آخر تعديل: 2025-06-01 08:16:35