هل توجد في "الماس" فعلا قوة سحرية خارقة؟

2025-07-18
الرابعة نيوز - يُشبه التعرف على الماس عن قرب تأمل كومة مصقولة من هذه الأحجار الطبيعية الثمينة الرائعة وهي تتراقص مع الضوء. لا يغير من ذلك شيئا كونه "كربون نقي متبلور"، صُقل في حرارة وضغط شديدين.

الماس الذي سحر البشر منذ القدم، تشكل قبل حوالي 3.5 مليار عام على أعماق تتراوح بين 150 إلى 800 كيلو متر، ثم ظهر على السطح بفعل الثورات البركانية على شكل " الكمبرلايت"، وهي تراكيب جيولوجية بركانية أنبوبية الشكل، تكون في الغالب مصدرا رئيسا لهذه الأحجار الكريمة.

اللافت أن الماس لا تقتصر فائدته على "الزينة" في هيئة مجوهرات بديعة متلألئة، بل يُستخدم أيضا في أدوات القطع وفي المعدات الطبية، وفي مجال جديد في علوم الكمبيوتر هو "الحوسبة الكمومية".  

كل ذلك يتأتى بفضل صلابته وقدرته الفائقة على التوصيل الحراري. إضافة إلى ذلك يُعد "الماس النانوي"، أو الصناعي أساسيا في صناعة أجهزة الليزر الفائقة والأدوات الجراحية.


من الحقائق اللافتة أن الماس على الرغم من تصنيفه على مقياس "موس" للصلابة ومقاومة الخدش بدرجة 10/10، لكنه يمكن أن يتشقق أو يتحطم إذا ارتطم بزوايا معينة نتيجة لاختلاف درجات صلابته.

هناك من يعتقد أن الماس يحتفظ بقيمته، إلا أن ذلك غير صحيح. قيمة الماس تنخفض مباشرة بعد الشراء شأنها في ذلك شأن السلع الأخرى باهظة الثمن كفساتين الزواج والسيارات والهواتف الذكية. المجوهرات الماسية التي تحتفظ بقيمتها وقد تصل إلى أرقام فلكية هي تلك الأكثر ندرة.

من بين الشائع أيضا، الاعتقاد أن الماس بما أنه يتكون من مركبات الكربون، فذلك يعني أنه يمكن أن يحترق ويتحول على رماد، إلا أن الأمر ليس بهذه البساطة.

على الرغم من منشئه كربوني، إلا أن مركبات شبكته البلورية قوية جدا. لهذا السبب يبدأ الماس في الاحتراق في بيئة هوائية عند حرارة 1000 درجة مئوية، وفي الفراغ عند حرارة 2000 درجة مئوية، ويصبح هباء في غضون 30 دقيقة.


بالمناسبة، روسيا هي أكبر منتج للماس في العالم، وقد أنتجت 33 مليون قيراط في عام 2024. توجد الرواسب الرئيسة في جمهورية "ساخا" الواقعة في أقصى الشرق الروسي، تليها في المرتبة الثانية، بوتسوانا التي استخرجت 24.7 مليون قيراط في عام 2024.

إلى جانب الماس الطبيعي يوجد نوع آخر صناعي وهما يتطابقان كيميائيا، إلا أن الصناعي أرخص بنسبة تتراوح بين 30 إلى 70 بالمئة.  

الماس الصناعي يُنتج في مختبرات خاصة، وهو في العادة يحتوي على شوائب أقل ويتميز بدرجات لون أعلى من الماس الطبيعي.

بطبيعة الحال، الحديث عن الماس الطبيعي أكثر تألقا وشاعرية من الصناعي. على مر التاريخ نسجت ثقافات مختلفة العديد من الأساطير المدهشة حوله، وغلفته بهالة من المعتقدات والرموز.

من ذلك أن الإغريق والرومان القدماء اعتقدوا أن الماسات، هي شظايا من نجوم متساقطة أو دموع ربانية متبلورة، مشبعة بقوة سماوية، فيما عزت التقاليد الهندوسية تكون الماسات من نزول الصواعق على الصخور.


اعتقد القدماء وجود قوة سحرية خارقة في الماس، ولذلك غرس المحاربون الرومانيون والهنود ماسات في دروعهم، واعتقدوا أنها ستحرسهم وتحميهم من سيوف أعدائهم.

أما كبار الهنة العبرانيين فقد استخدموا الماس بمثابة جهاز لكشف الحقائق. أثناء النظر في القضايا الشائكة، كانوا يخرجون الماس أمام المشتبه بهم، وإن خف بريقها أمامهم كان ذلك إثباتا أنهم مذنبون.

اعتقد أيضا في القديم أن وضع قطع الماس في زوايا البيت يقي من الصواعق، فيما أرتجى الأوروبيون في القرون الوسطى من هذا الحجر الكريم والثمين أكثر، وارتدوها معتقدين أنها تعالج الأمراض من الاكتئاب حتى الالتهابات



وقت آخر تعديل: 2025-07-18 14:03:18